القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 107 زوار المتواجدين الآن بالموقع
السبت, 13 أغسطس 2011 20:32

لقاء أبوي وحوار ممتع

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

اللقاء الأبوي والحوار الممتع الذي تم بين صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز دل على صدق المودة وقوة الرابطة بين شعب المملكة وحكامه ولا يسع المشاهد وهو يرى الأسلوب الذي دار به الحوار والجو الذي تم به اللقاء إلا أن يشيد بهذه الصورة التي قلما يوجد لها مثيل.

والحوار بصدد هذا به عدة نقاط – بل كله – تستحق الإشادة غير أن حيز هذه الكلمة يضيق عن ذلك ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله فلنشر إلى البعض على الأقل.

من تلك النقاط الهامة والجديرة بالوقوف عندها طويلا موضوع العقول السعودية وضرورة إتاحة الفرصة لها بالإفادة والاستفادة تلافياً للهجرة وليس معنى الهجرة من البلاد ولكن الهجرة من الاختصاص والعلم فالمحاسب القانوني والمحامي والمستشار والطبيب إذا لم يجد التقدير المعنوي والمادي معاً هجر تخصصه والعلم الذي أفنى عمره به وانتقل إلى حيث الغنى والثراء والاستمتاع بمباهج الحياة.. وأنا أعرف أطباء تركوا مهنة الطب وعملوا بالتجارة.. وآخرون اعتزلوا الوظائف الحكومية وحاولوا تحقيق طموحاتهم خارج هذا النطاق.. وفريق ثالث ينتظر التحلل من إلتزامه التعليمي ليسعي في مناكبها وتخسر الدولة هذه الكفاءات بعد أن نمتها وطورتها وأعدتها للخدمة الوطنية.

فهل من الحكمة أن يكون عندنا هذه الكفاءات الممتازة من الأطباء في كليات الطب عندنا ثم نفرض عليهم أن يضيعوا أوقات فراغهم بعد الدوام الرسمي دون الاستفادة من علمهم وتعمد المستشفيات إلى إحضار أطباء زائرين بتكاليف باهظة.. وأجر كشف مرتفعة والصبح كما قال شاعرنا العربي:

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ        والماء فوق ظهورها محمول

ومثل ذلك موجود في أوساط المهندسين والمحاسبين والقانونيين مع أن إتاحة الفرصة لهؤلاء جميعاً للخدمة الوطنية ليس في صالحهم فحسب بل في صالح المواطن بتوفير نوع الخدمة المطلوبة ومنع الاستغلال والاحتكار.. وحرصا على الوقت الضائع في الانتظار الطويل في العيارات ومكاتب المهندسين الاستشاريين والمحاسبين القانونيين.

ولقد كتبنا مراراً عند صدور نظام تفرغ الأطباء وبعده بأن هذا الوضع ليس في مصلحة المواطن سواء كان طبيباً أو مريضاً وليس في مصلحة الدولة التي تدفع بدل تفرغ لا يفيد بقدر ما لو جعل هذا التفرغ اختياريا وكثرت العيادات الخاصة أمام المرضى واستخدمت المستشفيات الحكومية أطباء متعاقدين لسد أوقات التفرغ.

قال لي صديق أن طبيباً استقال من وزارة الصحة وفتح عيادة خاصة فتزاحم عليه المرضى حتى أصبحت عيادته تقبل ثمانين مريضا في اليوم فشكاه أحد المرضى لعدم الدقة في فحصه فكان اعتذاره، وماذا أفعل؟ هل أطرد المرضى؟!

ولقد قال سمو ولي العهد المعظم في جوابه المقنع "إن الاستجابة لذلك – ومعنى السماح بفتح مكاتب وعيادات خاصة للعاملين بالدولة من أصحاب الكفاءات السعوديين يحقق فوائد عديدة للوطن ويحقق بها المواطن أداء واجبه العلمي وواجبه الوطني تجاه وطنه ومواطنيه".

أما النقطة الثانية فهي رد سموه على الزواج بالأجنبية الذي تردد السؤال عن أسباب ربطه بإذن وزارة الداخلية وقصره على ظروف اضطرارية فقد جاء رد سموه رداً مفحماً لأولئك الذين يريدون إطلاق الحرية للزواج من غير السعوديات.. وأشار إلى الأخطاء المستقبلية البعيدة المدى من التساهل في هذا الأمر.. وتحدث عن المشاكل الغير منظورة التي تنشأ عن مثل هذا الزواج ووجوب النظرة البعيدة قبل الإقدام على مثل هذا الأمر ذى الخلفيات الكثيرة.

وقبل أن أتحدث عن حجج المنكرين لقيد الزواج من الأجنبيات أود أن أشير إلى حوادث مؤلمة فإن كثيراً ممن تزوجون من الأجنبيات اضطروا لهجر وطنهم والإقامة في بلاد الزوجة ومن لم يفعل ضحى بأولاده ليبقوا مع أمهاتهم وما قصة الأمريكية التي خطفت ابنتها من زوجها السعودي وسافرت بها إلى أمريكا عن طريق الكويت منا ببعيد.

وحجة هؤلاء المنكرين لقيد الزواج من غير السعوديات حجة داحضة فهم بين فريقين:

فريق يريد المتعة بالمرأة فقط متعللاً برخصة مثنى وثلاث ورباع دون أي إحساس بمسئولية.. وهذا الفريق في الغالب لا يجد من يقبله الآن فهو يريد الزواج من الخارج ليخفي زوجاته وأولاده بالمملكة أو يعترف بالزوجة ويدعي أنها مريضة أو مجنونة أو غير صالحة للحياة الزوجية.

وفريق يتعلل بغلاء المهور عندنا ويتصور أن المهر هناك أرخص والمسألة في نظرنا نسبية فليس عندنا غلاء مهور بالمعنى الصحيح ولكن عندنا تقليد خاطئ.. وهو تكليف الزوجة بتأثيث بيت الزوجية مع أن المفروض أن يكون ذلك من واجب الزوج.. فلو أننا عدلنا هذا التقليد وقدرنا أن يكون إعداد عش الزوجية – كما يسمونه – من واجب الزوج فإن المهر بعد ذلك سيصبح معقولاً ولا غلاء فيه ولا يحزنون.

أما سر البلاء عندنا فإنه المباهاه والمناظرة والتغالي في قيمة علب الحلوى والعربات المطهمة التي يحمل عليها المهر والتي لا يلجأ إليها مع الأسف إلا محدثي الثراء فيحرجون الآخرين وإلا فإن أكثر الآباء يردون المهر أو الجزء الأكبر للزوج ليقوم بتأثيث البيت.. أما من يأخذون المهر فإنهم غالباً ما يضعون عليه مثله لتأثيث البيت المطلوب من الزوجة فأين غلاء المهور والزواج يكاد يكون مجاناً؟!

والزواج من الخارج والذي يريدون إباحته من غير قيد ولا شرط يقع على هذه الصورة .. فالسعودي يدفع المهر هناك كاملاً وربما سجلوا عليه مؤجلا كبيرا لتقييده وتأتيه الزوجة بشنطة ملابسها لا غير وعليه هو إعداد البيت بكامل لوازمه.

فلماذا لا نطبق هذا بالداخل.. ونقضي على هذه الأسطورة ونسهل الزواج ونمنع التطلع إلى الزواج من الخارج؟! لماذا لا نترك للزوج تأثيث بيته ونعفي الزوجة وأهلها من ذلك.

ولعل أجمل ما في ذلك اللقاء والحوار تلك الكلمات الأبوية التي خص بها سمو الأمير فهد أبناءه طلاب جامعة البترول والمعادن، والأحاسيس التي عبر عنها سموه فأطربت المشاهدين فضلاً عن الجالسين وأجمل من ذلك وعد سموه بمزيد من اللقاءات في المستقبل لتبادل الآراء والأفكار والإجابة عن كل سؤال أو استفسار.. ففي ذلك كثير من الخير وتحسس المشاعر والرغبات.

مباني جامعة أم القرى أيضاً

مع شكري لتعقيب الزميل الأستاذ عدنان بيطار على كلمتي أود أن أوضح بأنني لا أعارض فكرة إنشاء مباني جامعة أم القرى خارج حدود الحرم من أجل البعد فحسب ولكن لأن التحول من الأرض الحالية يحتاج إلى إعادة عمل دراسات ومخططات جديدة الأمر الذي يعرقل تنفيذ المشروع بالإضافة إلى ما ذكرت من أسباب في كلمتي السابقة..

وعلى الرغم من أنني لا أعتقد أنه لا يوجد مسلمون لإدارة "الكمبيوتر" فقد علمت أن الموقع المقرر حاليا لإنشاء الجامعة يقع امتداده على جزء من الحل – أي خارجاً عن الحرم – ويمكن إنشاء الأقسام التي تحتاج لإدارتها موظفين من غير المسلمين.

رسالة:

إلى والدة التلميذة، أجريت اتصالات خاصة لإصلاح الوضع فأرجو أن يكون قد تم ذلك.

معلومات أضافية

  • العــدد: 34
  • الزاوية: رقيب اليوم
  • تاريخ النشر: 16/3/1402ﻫ
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا