القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 99 زوار المتواجدين الآن بالموقع
السبت, 13 أغسطس 2011 01:13

لو أن غيرك قالها.. يا أستاذ بهجت

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

سبحان الله يلوم الأستاذ أحمد بهجت في كلمته الأولي لجريدة الأهرام موظف الاستقبال الذي استقبله على مدخل مكة المكرمة للتخفيف من متاعبه في البحث ويتهمه بالبيروقراطية ومحاولة إضاعة الوقت والجهد بإحالته إلي المؤسسة المعنية برعايته وخدمته وتسهيل إسكانه ويصليه ناراً حامية من الزعيق والتخبيط ثم التشهير ثم يقول في كلمته الثانية.. بجريدة الأهرام

"في الميدان حول المسجد الحرام كأن آلاف الناس ينامون، لقد فرش بعضهم سجادة وبعضهم حصيرة واعتبرها منزلا وبعضهم فرش كرتونة مما تباع فيها الفاكهة وسألت نفسي أين المطوفون لهؤلاء الناس؟ وأين المؤسسة التجريبية التي تراقب المطوفين وتفتش عليهم وأين الموظف البيروقراطي الذي سمح لهؤلاء جمعياً بدخول مكة رغم أنهم بلا مسكن وأفصحت عن إحساسي لصديق فقال أن نصف  هؤلاء لهم مطوفون وربما كانت لهم غرف مكيفة ولكن النوم أمام المسجد الحرام قد يكون عندهم لونا من ألوان التقرب إلي الله إلخ... "

  هكذا يعترف الأستاذ بهجت أن الموظف الذي دعاه بالبيروقراطية لم يكن هدفه أو عمله هو منع من لا مسكن له بمكة – وإلا فكيف دخل كل هؤلاء كما قال.. فالحاج حر حيث يسكن لا أن يفترش الميادين والأرصفة بالصورة التي ذكرها الأستاذ بهجت.

  أما سؤاله: أين المطوفون؟ وأين المؤسسة التجريبية؟! فأنه ليس في وسع المطوفين ولا المؤسسة إجبار الحاج على السكن في المساكن المعدة للحجاج وليس عندهم " تكايا " و "أربطة " لإسكان عشرات الآلاف وربما مئاتهم ممن لا يريدون دفع أجرة لمساكنهم ويؤثرون هذه النومة اليئسة  والتي هي ليست من شعائر الحج فالحج لم يفرض إلا على من استطاع إليه سبيلا ومن لم يجد مالاً لسكناه والحفاظ على كرامته من الهوان والمسألة لا يجب الحج عليه.. هذا بالإضافة إلي ما يسببه هذا الافتراش من تشويه لوجه مكة المكرمة والمشاعر المقدسة التي منحها الله هذا الإشراق الروحي وعنيت الدولة بتجميلها وإظهارها بالمظهر اللائق بها ولكن السياسة الإسلامية التي تنتهجها مملكتنا هي فتح الباب على مصراعيه لم أراد الحج دون أي تدخل في قدراته المادية ولهذا قد فطنت بعض الحكومات الإسلامية كمصر والجزائر وتونس وليبيا واندونيسيا وماليزيا إلي ما يفعله بعض الحجاج بأنفسهم فوضعت تنظيمات صانت بها كرامة حجاجها من النوم على الأرصفة وفي الميادين وأصبحت ترسل البعثات الرسمية قبل موسم الحج لإعداد مساكن مكيفة ومفروشة لحجاجها ليتجهوا إليها بمجرد وصولهم إلي مكة المكرمة أو المدينة المنورة وهذا هو الدافع لإقامة هذه المراكز على مداخل مكة المكرمة لاستقبال الحجاج ثم توجيههم إلي مساكنهم ومن لا مسكن له مسبقا يذهب ليسكن حيث يشاء ولكن بعلم مكتب الخدمة المكلف باستقباله ورعايته وتصعيده إلي المشاعر ثم مساعدته على العودة إلي بلاده.

  أما صديقه الذي فسر له هذه الظاهرة فإن تفسيره أيضاً جاء خاطئاً وقد يكون بحسن نية فلا يوجد حاج عنده غرفة مكيفة ثم يؤثر النوم في الميادين والأرصفة على الصورة التي ذكرها الأستاذ بهجت إلا أن تكون هذه الغرفة تبعد عن المسجد الحرام عدة كليوات استأجرها بثمن بخس وقذف فيها بعفشه وفرشه واتخذ من الأرصفة والميادين القريبة من المسجد الحرام مقاماً ومناماً لا تقرباً الي الله – كما ظن الصديق – ولكن توفيراً لأجرة السكن.

  إن هذا الذي يفعله بعض الحجاج منافياً لكرامة المسلم وعزته وليت الحكومات الإسلامية كلها تعني بهذه الناحية وتتولي هي تنظيم إسكان حجاجها بمكة المكرمة والمدينة المنورة مثل الحكومات التي أشرت إليها إذ أن الحكومة السعودية لا تريد التدخل في مثل هذه الأمور بل تسعي جاهدة لتيسير السبل وتهيئة الأجواء وتصرف في ذلك مئات الملايين سنوياً

  أما المطوفون فهم دائماً المتهمون الأبرياء وقد حلت الآن محلهم مؤسسات الطوافة التي تعمل بكل طاقاتها لتحقيق خطط الدولة وتنفيذ توجيهاتها في كل ما يحقق راحة الحاج بل ورفاهيته وجعل الحج رحلة ممتعة ومريحة نفسيا وجسدياً.

فهل يجوز بعد هذا أن يقال أين المطوفون؟ وأين المؤسسة التجريبية؟! اللهم إن هذا باطل لا يرضيك!!

معلومات أضافية

  • العــدد: 106
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا