القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 185 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 07 أغسطس 2011 12:39

للصائمين فقط

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

 

في مثل هذا اليوم (17 رمضان) من السنة الثانية للهجرة إلتقى في ميدان القتال ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً من المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، مع ألف رجل من صناديد قريش وأبطالها وكان ميدان المعركة قرية بدر. إلتقى الفريقان وكل منهما لا يقل حماساً في التغلب على الآخر؛ المسلمون ينتصرون لدينهم ولنبيهم؛ وقريش تدافع عن شرفها وكرامة آلهتها والمحافظة على تراث آبائها. كان المسلمون ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً ليس منهم إلا فارسان ومعهم تسعون بعيراً يتعاقبونها في الركوب، وكانت قريش ألف رجل ومعهم سبعمائة بعير ومائة فرس؛ ومع ذلك فقد أنتصر المسلمون وولت قريش الأدبار منكسة الأعلام تنعى إلى قومها سبعين قتيلاً وتحاول فك أسر سبعين أسيراً!! فما هو سر هذا النصر؟! ولماذا نرى الآن هذه الكثرة من المسلمين يملأون جوانب الأرض، وهم غثاء كغثاء السيل لا قوة فيهم، ولا يخافهم أحد؛ مع أن قلة من المسلمين الأول استطاعوا فتح ممالك؛ وقهر ملوك وثل عروش، وإذلال جبابرة؟! إنه صدق العزيمة، وإخلاص القلب، والأيمان، بالفكرة، فإيمان المسلمين يومئذ بفكرتهم وهي الجهاد لنصرة دين الله وحماية رسوله، وإخلاصهم في الانتصار لهذه الفكرة، ونزولهم الميدان وقلوبهم ملأي بالثقة بالنصر، عامرة بالإيمان بحسن الخاتمة، كل هذا كان له كبير الأثر في نصرة المسلمين رغم ضعفهم عدداً وعدة- على قريش التي أقبلت بخيلائها وفخرها مغرورة بكثرة العدد معتزة بقوة العدة. فإذا أضفنا إلى هذه الخصال الثلاث خصلة واحدة هي متانة أخلاق أولئك الزعماء من المسلمين لا نرى أي غرابة في انتصار المسلمين الأولين في جميع حروبهم التي خاضوها لا في غزوة بدر فحسب. وعلى ذكر أخلاق أولئك المسلمين الأولين، وما نقرأ عنه من فساد ضمائر كثير من المسلمين الآن وضعف نفوسهم مما كان له أسوأ الأثر في نكبة فلسطين بفضل تعاونهم مع اليهود ضد قومهم وبلادهم سعياً وراء الربح الحرام وطمعاً في المال الذي أعمى بصائرهم وأفسد ضمائرهم وأنساهم إنسانيتهم؛ وقول على ذكر ذلك تحضرني قصة عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه – الذي أنتدبه النبي لقسمة بين المسلمين ويهود خيبر فحاول اليهود إرشاءه ليتساهل معهم فردهم قائلاً: يا معشر اليهود أما والله أنكم لمن أبغض خلق الله إلى؛ وما ذلك بحاملي أن أحيف عليكم أما ما قدمتموه من الرشوة فإنه سحت ونحن لا نأكله! فقالت اليهود: بهذا قامت السموات والأرض. وهكذا نرى أن اليهود أدركوا منذ القدم سلطان المال على النفوس الضعيفة فحاولوا أن يشتروا به ضمائر المسلمين وذممهم ففشلوا مع أولئك المسلمين بحق ونجحوا مع هؤلاء المسلمين أسماء وإن كانوا ليسوا مسلمين، بل أن الإسلام برئ منهم. فلنذكر في هذا اليوم كيف أنتصر الحق الضعيف على الباطل القوى؛ ولنذكر في هذا اليوم أن الإيمان والإخلاص؛ وصدق العزيمة، وطهارة الضمير، وصفاء النفس من أقوى دعائم النصر في هذه الحياة ولينصرن الله من ينصره إن الله قوى عزيز.

معلومات أضافية

  • العــدد: 10
  • الزاوية: للصائمين فقط
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا