القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 119 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الجمعة, 12 أغسطس 2011 14:18

فاس.. عاصمة المغرب العلمية "2"

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

فاتني في الكلمة السابقة أن أذكر أنني أكتب عن فاس إثر زيارة قمت بها في شهر جمادي الثانية 1407 ﻫ بدعوة كريمة من الغرفة التجارية الصناعية بفاس للغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة وأواصل اليوم الحديث عن مدينة فاس العتيقة التي أسسها الملك إدريس الثاني في سنة 190 هجرية كما أسلفت في كلمتي السابقة وأكتفي بالإشارة إلي جامعها الكبير القديم جامع القرويين الذى أنشأته فاطمة الفهدية والذى يتسع لعشرين ألف مصلى والذى انبثقت منه جامعة القرويين الموجودة حاليا بجواره وداخل أسوار المدينة  العتيقة والتي تعتبر أقدم جامعات العالم فسبقت جامعة بولون التي بنيت في إيطاليا سنة 1119م..وجامعة اكسفورد التي بنيت في بريطانيا سنة 1227م وجامعة السربون التي بنيت في فرنسا سنة 1257م وبهذا تكون جامعة القرويين التي تحولت من مسجد تعقد فيه حلقات الدراسات العلمية يتردد عليه الطلبة من أوروبا وغيرها ولم تقتصر الدراسة فيه على علوم اللغة والتشريع الإسلامي والفقه بل تجاوزت ذلك إلي متطلبات التطور العلمي والفكري حتى ظلت هذه الجامعة مصدر إشعاع فكرى وحضاري..بهذا تكون جامعة القرويين أول جامعة في العالم..

أما بناء المسجد الحالي فإنه يرجع إلي عهد السلطان على بن يوسف سنة 1123م وما أريد أن أطيل في ذكر الآثار الكثيرة التي يعتز بها الفاسيون وأنتقل إلي فاس الحديثة التي تحيط بفاس القديمة من جميع النواحي وتنتشر بها الساحات الواسعة والطرق المنظمة والعمارات الحديثة والتي يغلب عليها سعة المجالس وارتفاع السقوف وتزيين الحيطان بالخزف البديع الذي أخذته أفريقيا والأندلس من الصين وتفننت فيه وأبدعت وأصبح من تراثها المعروف..

يقع القصر الملكي داخل المدينة القديمة ولكن مداخله أصبحت خارجها وضمن ساحات فاس الجديدة..وتمتاز فاس بالصناعات التقليدية من الحلي بجميع أنواعها والخشب المنقوش على النوافذ والسقوف والأثاث والجلود والخزف والنحاس والملابس أبدعتها أيدي فنية مغربية تستحق الإعجاب وتأخذ بالألباب..وتشتهر فاس المياه المعدنية أيضاً ففيها (حمة مولاي يعقوب) التي تمتاز بمياهها الساخنة المتدفقة وينصح بها لمعاجلة الأمراض الجلدية والروماتيزم و(عين الله) و(مياه سيدي حرازم) التي تصلح لمعالجة أمراض الكلي والمسالك البولية والمرئ والكبد والعيون كما قال لنا إخواننا من أهل فاس الثقاة واكروه..

وأخيرا أريد أن أقول أن مدينة فاس خير منتجع للسياحة وطلب الراحة بالخضرة الممتدة مد البصر وبالهواء النقي الجميل وبالمشاهد الجذابة والغابات الوارفة الظلال والمناطق الثلجية والتزحلق على الجليد والمعارض والأسواق التي يبهج لها المطاف والفنادق العديدة على مختلف الدرجات..أما كلمتي إلي رجال الأعمال عندنا فإنني استطيع أن أذكر لهم أن في فاس مجالات واسعة للاستثمار والاستيراد فالثروة السمكية كبيرة جدا والأراضي الزراعية واسعة وخصبة والصناعات ممتازة ومنافسة لغيرها وخاصة الصناعات التقليدية التي أعتقد أن لها رواجا كبيرا عندنا لو استوردها المستوردون بعد الدراسة والمقارنة..لو أطعت قلمي لاسترسلت في الكتابة عن فاس وما رأيت وما سمعت عن فاس ولكني أشفق على القارئ من الإطالة وأختم كلمتي بالشكر على كريم الضيافة وحسن اللقاء..ورفيع الخلق الذي لقيته وزملائي في الرحلة من أهل فاس وأخص بالذكر مجلس إدارة غرفة فاس الذين غمرونا باستضافتنا في منازلهم وأغدقوا علينا من لطفهم وكرمهم ما نعجز عن وصفه ولمعالي وزير الدولة السيد أحمد العلوى الذى حرص على مقابلتنا أكثر من مرة وتحدث إلينا بمودة وتواضع وسيادة عامل فاس ووزير الصيد البحري.

معلومات أضافية

  • العــدد: 90
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا