اللجنة المشكلة بأمانة العاصمة والتي وضعت الاشتراطات التي يجب توفرها في المساكن التي يرغب أصحابها تأجيرها لسكن الحجاج خلال موسم حج هذا العام حصل فيها خلط كبير بين واجبات أصحاب المساكن وواجبات مؤسسات الطوافة فالاشتراطات التي أعلنت عنها أمانة العاصمة لا تخص أصحاب المساكن وحدهم وهي قسمان:

القسم الأول: الذي يمكن تحقيقه وتوفره من الآن وهذه هي مسئولية أصحاب المساكن مثل سلامة العناصر الإنشائية في المباني والتصميم وصلاحيتها لسكني الحجاج وتوفر المكيفات والمراوح ووجود مصعد إذا كانت العمارة أكثر من أربعة أدوار وصلاحية خزانات المياه وبعدها عن مصادر التلوث.

  أما الاشتراطات الباقية والتي هي ليست من مسئولية أصحاب المساكن بل هي من صميم أعمال المطوفين  في الماضي ومؤسسات الطوافة في الوقت الحاضر والتي أصبحت بموجب الأمر السامي وتعليمات الحج هي المسئولة عن التعاقد مع بعثات الحج لتوفير المساكن وتجهيزها.

  هذه الاشتراطات مثل تأمين برادات مياه وأكواب ورقية وحاويات نفايات ونظافة وحراسة وأكياس النفايات وتأمين المراتب والمخدات وصيانة الأدوات الصحية والكهربائية..إلخ..

  وهذه الاشتراطات لا يمكن توفيرها من الآن والمطلوب توفرها قبل وصول الحجاج بأسبوع عل الأقل فكيف تستطيع اللجنة أن تتأكد من توفرها وتصدر التصريح لصاحب السكن بتأجيره؟؟

  صحيح يوجد مساكن مفروشة من الآن ولكنها ضئيلة جداً وقد فرشت ليس لإسكان الحجاج فقط ولكنها مفروشة لتأجيرها طيلة العام للمعتمرين والزوار وهي أقرب شبها بالفنادق.

  أما آلاف مساكن الحجاج فأنها تظل طيلة العام على البلاط ولا تنظف وتفرش وتجهز بلوازم الإسكان إلا في أيام الحج فقط ولكن الكشف عليها يجب أن يتم من الآن لتحديد صلاحيتها للإسكان وتوفر سلامة بنائها وتحديد عدد الحجاج الذين تستوعبهم لسكناها.

  ولا يتسنى لجميع أصحاب المساكن التي يرغب أصحابها تأجيرها على الحجاج بتوفير جميع هذه الاشتراطات وفيهم النساء وغير القادرين ونظار الأوقاف والشركاء المتشاكسون وسيحجم هؤلاء جميعاً عن التقدم إلي اللجنة لعدم قدرتهم على توفير هذه الاشتراطات وسيحل موسم الحج ولا يوجد مساكن مصرح لها لإسكان الحجاج سوي النزر اليسير.

  إننا نوجه نظر اللجنة المشار إليها إلي ضرورة الفصل بين الاشتراطات المطلوب توفرها من الآن والخاصة بأصحاب المساكن وإعلانها لهم والتأكد  من تحقيقها ثم إعطاءهم التصاريح بتأجيرها.

  أما الاشتراطات المطلوب توفرها عند وصول الحجاج وسكناهم فتكلف بها مؤسسات الطوافة وتتحمل مسئوليتها وحدها لأنها هي التي تقوم بالتعاقد مع بعثات الحج وهي التي تشرف على خدمتهم ومن حق اللجنة أن تقوم بالتفتيش أثناء موسم الحج والتأكد من توفر بقية الاشتراطات المكلف بها المؤسسات لأنها ليست من مسئوليات أصحاب المساكن ولم تكن في يوم من الأيام من واجباتهم وسيكون من المستحيل على هذه اللجنة التعامل مع ألآلاف وأصحاب المساكن في زحمة الحج ومحاسبتهم على أي تقصير أو إخلال بالاشتراطات الآتية:

كخراب المكيفات- أو فقدان النظافة – أو عطل الكهرباء – أو إنعدام الماء – أو نقص الفرش – أو خراب الحمامات وقد يكون بعضهم غائب عن البلاد وقد يكونوا نساء محجبات في البيوت.

ولكن من اليسير جدا ًمحاسبة مؤسسات الطوافة أو الدلالة على كل نقص أو قصور وتكليفها بتلافيه في الحال.

فإلي ذلك نلفت نظر اللجنة مادام في الوقت متسع.