من أبرز ميزات الإسلام على سائر الأديان الأخرى أنه دين السهولة واليسر ورفع الحرج؛ وبصورة خاصة في العبادات والتكاليف، وليس هنا مجال إيراد الأمثلة على ذلك بل نكتفي بمقارنة بسيطة بين الصيام في الإسلام والصيام في الأديان الأخرى فالصيام في الإسلام هو كف النفس عن الأكل والشرب؛ والشهوات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. والصيام عند المسيحيين؛ يختلف باختلاف مذاهبهم؛ فمثلاً عند الأرثوذكس صيام يسمونه الصيام الكبير ومدته خمسه وخمسون يوماً يمسك فيه الصائم عن أكل المواد الغذائية الحيوانية، والمتدينون منهم يمتنعون عن الطعام من منتصف الليل حتى الساعة التاسعة بعد ظهر اليوم التالي تقريباً. والصيام الصغير ومدته ثلاثة وأربعون يوماً، ويباح فيه أكل السمك، وصيام بونان ومدته ثلاثة أيام وفيه ينقطع الصائمون عن الطعام. أما الصيام عند اليهود فهو الامتناع عن التدخين وعن إدخال أي شيء في المعدة ابتداء من غروب الشمس إلى ظهور أول نجمة تظهر في سماء اليوم التالي أي أكثر من أربعة وعشرين ساعة ويكرر هذا الصيام في أيام عديدة من العام ولديهم صيام يسمى صيام الغفران ويحرم على اليهودي أثناء صيامه هذا القيام بأي عمل فلا يخرج من منزله إلا إلى المعبد. من هذا يظهر أن الصيام في الإسلام هو أيسر صيام عرفته الأديان السماوية لاسيما إذا نظرنا إلى الأحوال التي أباح فيها الإسلام نرك الصيام كأحوال المرضى والمسافرين والشيوخ والحوامل والنفساء. فاحمدوا الله أيها الصوام من المسلمين أن شرع لكم الإسلام من الصوم أيسره وصوموا عن حرمات الله كافة لاعن الأكل والشرب فحسب فليس لله حاجة بأن تدعوا طعامكم وشرابكم دون أن تجتنبوا محارمه وتعظموا شعائره.