من أسلحة الناصرية التي تعتمد عليها في سياستها تزييف الحقائق وتضليل الإفهام والكذب بل الإمعان في الكذب وتصوير الأمور، على غير حقيقتها ومع الأسف الشديد
إن هذه الأكاذيب تنطلي على الكثيرين ممن يستمعون إليها أو يقرأونها لأن غالبية الشعب العربي في كل مكان ما تزال من الطبقة العادية التي تأخذ الأمور على ظاهرها إلا قلة ضئيلة تميز ما تسمع وما تقرأ ولا تحكم لمقلوع العين قبل أن تسمع دفاع الخصم فلعله هو مقلوع العينين..

ولقد شاء الله أن نكون من تلك القلة فكنا دائما نميز بين ما نسمع وما نقرأ ثم نبحث عن الحقيقة دون تأثر بما نسمع وما نقرأ من أضاليل وترهات..
وكانت لنا مواقف كثيرة مع أولئك المخدوعين بما يقرأون وما يسمعون وكان ينقصنا إقامة الدليل القاطع على الكذب والتضليل فقد كان أولئك المخدوعون مخدرين إلى درجة يصعب معها إقناعهم بشيء فقد سرى التسمم إلى أغوار أفكارهم حتى جاءت محنة هذه البلاد مع الناصرية فجاءت معها كل الأدلة القاطعة على مدى ما تنطوي عليه أبواق الدعاية الناصرية من تضليل وكذب وافتراء لا يمت إلى الحقائق بأية صلة.
نعم جاءت هذه المحنة فرأينا العجب العجاب من الأكاذيب والافتراءات.. وهذه بعض النماذج..
1- أصحاب المطابع يجبرون العمال المصريين على جمع وطبع وإعداد المقالات التي تهاجم جمهوريتهم..
2- السلطات السعودية تمنع العمال المصريين من السفر وتحتجزهم حتى أضربوا عن الطعام!!
3- الحكومة السعودية تضع العراقيل في سبيل الحجاج المصريين.
4- الحكومة السعودية وراء انفصال الوحدة.
5- كندى يدعو الملك سعود لتناول طعام الغداء في رمضان.
6- الدبابات ورجال الحرس الوطني منتشرون في جميع مدن المملكة العربية السعودية والتوتر يسودها غضباً على الحكومة.
7- السلطات السعودية تسئ معاملة الرعايا المصريين وتستفزهم.
8- الرعايا المصريين رحلوا نساءهم إلى مصر حرصاً على سلامتهن من سوء معاملة السعوديين.
إلخ هذه الأكاذيب التي لا تحضرنا الآن جميعها مما لا ظل له من الحقيقة بل هي مجرد أكاذيب لا تقع إلا في مخيلة أبواق الدعاية الناصرية ومن تأليفها وإخراجها بل وتمثيلها.
وعلى ضوء نتائج هذه المحنة فإن القارئ أو السامع لما تردده أبواق الدعاية الناصرية عنا أو عن غيرنا يمكنه أن يحكم على مدى صحة هذه الدعايات مثل:
1- تسليم الأردن قرية عربية إلى إسرائيل.
2- مظاهرات في سوريا تهتف للوحدة.
3- انهيار الاقتصاد السوري.
4- بن جوريون يعلن: شعبية عبد الناصر امتدت إلى إسرائيل.
5- المشروعات الكبرى عرفتها سوريا بعد الوحدة.
6- أخطار اقتصادية تهدد سوريا.
7- زعماء سوريا عملاء يقبضون من هنا وهناك.
8- الملك حسين وراء الانقلاب الفاشل في لبنان.
إلخ ما تعج به صحف القاهرة وتضج به أجهزة دعايتها من راديو وتليفزيون.
هذه هي أولى أسلحة الناصرية التي تعتمد عليها في تثبيت أركان زعامتها وتوطيد حكمها وإلى كلمة قادمة نتحدث فيها عن صنف آخر من هذه الأسلحة والله المستعان.

صالح محمد جمال