لا أدري ما هو الهدف من تشكيك الأستاذ حمد الجاسر في صحة المكان المقول أنه مولد النبي عليه الصلاة والسلام وإيراده بعض الروايات الضعيفة التي تقول أنه ولد في عسفان أو بالصفا مع أن الثابت أن مساكن بني هاشم كانت في شعبهم المشهور بشعب بني هاشم أو شعب على كما يسمى الآن بعد أن طغى عليه الاسم بنسب ولادة الإمام علي بن أبي طالب فيه، وما قيمة النص التاريخي بجانب تحديد مكان كان وما زال في عرف الناس إنه هو مكان مولد النبي؟! وما قيمة القول بأن هناك اختلافا في تحديد الموضع دون ذكر المخالفين وقيمتهم التاريخية بجانب قول محمد بن سيد الناس صاحب السيرة النبوية المعروفة وتأييد الإمام الصهيدي بأن المولد كان بالشعب وتأكيد الفاسي المؤرخ المعروف بأن المولد في سوق الليل وسوق الليل هو الشعب؟! كما أكد ذلك مؤرخ مكة الكبير الإمام أبو الوليد الأرزقي في تاريخه الموثوق.

إن أمامنا موضع قائم ومعروف ومشهور منذ مئات السنين عرف بأنه مولد النبي فلماذا ننكره ونشكك فيه؟! وهل لدى الأستاذ الجاسر دليل أو حجة أن هذا الموقع أحدثه فلان وزعم أنه مولد النبي مع أن كثيرا من كتب التاريخ نقلت أن هذه الدار كانت مملوكة لأبي النبي عبد الله بن عبد المطلب وانتقلت إليه عليه الصلاة والسلام بالإرث ثم أخذها عقيل بن أبي طالب بعد هجرة النبي إلى المدينة ومن المعروف لدى طلاب المدارس الابتدائية أن قريشا حجزت بني هاشم داخل الشعب وقاطعتهم فيه وهو دليل على أنهم كانوا يسكنون هناك وإذا كنا نخالف الأستاذ حمد الجاسر في التشكيك في مواقع الآثار الإسلامية فإننا نوافقه في القول بوجوب الاهتمام بهذه المواقع لأنها تذكرنا بالسلف الصالح وتحثنا على أعمالهم لنتخذ منهم قدوة ونخص بالذكر الآثار التي لها أثر بالغ في مسار الدعوة الإسلامية كدار الأرقم بن الأرقم وغار حراء وغار ثور ودارا ولد فيها البشير النذير وداراً عاش فيها ونزل عليه وحي السماء الذي ما زلنا نتفيأ ظلاله ونعيش في هداه.

ولا ندري بماذا علق أساتذة جامعة أم القرى على هذا التشكيك من الأستاذ الجاسر ليس في موقع المولد داخل مكة فحسب ولكن نقله إلى عسفان حتى يسلب مكة شرف مولد نبي الإسلام بها.

فهل لنا أن نسمع كلام مؤرخ مكة الكبير الأستاذ أحمد السباعي وباحث مكة الكبير الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار في هذا الموضوع؟!