القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 184 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأربعاء, 10 أغسطس 2011 00:24

إلى مديرية الحج العامة – حول نقابة المطوفين

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

تبذل حكومتنا بتوجيهات جلالة الملك المعظم أقصى الجهود من أجل راحة وفود بيت الله ولا تبخل في هذا السبيل بجهد أو مال.

والله وحده هو الذي يعلم حقيقة هذه الجهود المبذولة ومدى ما تتكلفه الحكومة من أجل هذه الغاية النبيلة التي يحرص على تحقيقها جلالة الملك سعود ويأمر بتحقيقها في كل مناسبة حتى ليعجز بقية المسئولين عن الحج والحجاج عن أن يتهاونوا في تحقيق هذه الرغبة الملكية.

فرجال المرور مثلاً يعانون من المشقة ما لا يطاق من أجل تنظيم الحركة ومع ذلك فإنهم سيجدون من يقول إن المرور ليس حسناً.

ورجال الصحة والإسعاف يبذلون من الجهد ما لا يستهان به ومع ذلك فإن الشكوى من القصور أو بعض الإهمال لا تنعدم.

وإدارة عين زبيدة العزيزية تبذل كل جهد لتوفير المياه في مكة ومنى وعرفات حتى ليظنون أن ليس بعد جهدهم جهد ومع ذلك فلن يدعها الناس من النقد وتهمة القصور.

وشركات السيارات التي تكرس كل سياراتها وتتبارى في إحضار أضخم السيارات حجماً لا تسلم من لوم اللائمين على كثرة خراب سياراتها وما تسببه من عطل لحركة المرور.

فهل لكل هذا من أسباب أنه سبب واحد هو إصرار من أسقط الله عنهم الحج على الحج دون اكتراث لما يسببونه من متاعب للآخرين.

لقد بلغ عدد حجاج اليمن فقط في هذا الموسم 43773 حاجاً من التكارنة 21622 وهذان الرقمان هما أضخم أرقام الحجاج القادمين من جميع أنحاء العالم ويقابلهما في العام الماضي 56196 حاجاً يمنياً و 21230 حاجاً من التكارنة نعتقد أن أكثر من نصفهم مازالوا باقين بالمملكة ولم يعودوا إلى بلادهم.

يضاف إلى ذلك هذا السيل من الحجاج الباكستانيين الذين يصلون عن طريق البر أو البحر ثم ينتشرون بمجرد وصولهم مباشرة في الأسواق للشحاذة ويسكنون الشوارع والطرقات في حالة يرثى لها.

إن هذه الأصناف الثلاثة من الحجاج هي السبب المباشر لعدم بروز ما تؤديه الحكومة وما تبذله من جهود في سبيل راحة الحجاج.

هذا الصنف من الحجاج هم الذين يشربون الماء. ويقتتلون عليه ويحولون بينه وبين الآخرين هؤلاء هم الذين تغص بهم مستشفيات الحكومة حتى لا يجد غيرهم مكاناً. وهؤلاء هم الذين يملأون الشوارع وهؤلاء هم الذين يحملون الأمراض والأوبئة بين طيات ملابسهم لفقدان النظافة ثم ينثرونها على الآخرين.

إن حج هذا الصنف من الحجاج فيه ظلم لأنفسهم وظلم لغيرهم وهم أخوة لنا في الإسلام ومن حقهم علينا أن نمنعهم من هذا الظلم ولو بالقوة إذا لم ينفع الوعظ والإرشاد.

والسبب في كثرة عدد الوافدين للحج من هذه الأجناس هو عدم تقيد أكثرهم بإعداد نفقة الحج المشروطة لوجوبه واعتمادهم على الحصول على النفقة هنا إما بالتسول أو بالعمل.

والعلاج الوحيد للحد من كثرة هذه الأجناس كي تظهر جهود الحكومة المبذولة من أجل راحة الحجاج الآخرين المفروض عليهم الحج فعلاً والذين يلاقون من المشقة والعناء رغم كل الجهود ما ينفرهم من أداء هذه الفريضة، العلاج الوحيد هو قصر الحج على من استطاع إليه سبيلاً، والشحاذة والحياة التي يحياها بعض الحجاج هنا ليست من الاستطاعة في شيء ومن لا يملك وهو في بلاده نفقته مدة الحج إلى عودته ليس عليه أن يحج ومديرية الحج العامة هي المسئولة عن تنظيم الحج وعليها أن تدرس هذه المشاكل وتضع لها الحلول كأن يلزم كل حاج بأن يحمل من النقود ما يكفيه للنفقة بما فيها السكن إلى عودته وأن ينذر كل حاج عند دخوله البلاد بأن الشحاذة ممنوعة وإنه إذا ضبط متلبساً بالشحاذة يعاد إلى بلاده حالاً وقبل الحج وإن السكنى في الطرقات والشوارع محرمة قطعاً ومن وجد كذلك يعاد إلى بلاده أيضاً بدون هوادة ثم يجرى تنفيذ هذه التعليمات بدقة سنتين أو ثلاثة.

إنها إن فعلت فإنها ستنقذ البلاد من السمعة السيئة التي علقت بنفس بعض الحجاج الذين يتضايقون من المتسولين وهم يقولون: ما هذا؟! أأصبح كل أهل مكة متسولين؟!

وستحمى هذا الصنف من الحجاج الذين يحملون أنفسهم مالا يطيقون من أجل أداء منسك ليس واجباً عليهم فيتأذون ويؤذون بل يعرضون أنفسهم للهلاك.

وهي ثالثاً ستحقق للحجاج بحق. الحجاج الذين فرض عليهم الحج ولزمهم أداؤه حجاً موفور الراحة مضمون الأمن مكفول العاقبة.

فهل تفعل؟! نرجو لها التوفيق.

المطوفون:

يختلف الناس. وخاصة ضعاف النفوس. في التفريق بين المصلحة العامة والمصلحة الشخصية ومن ثمة تجد بعض الأفراد الذين قد تصطدم بعض الأفكار مع مصالحهم الشخصية سرعان ما يثورون لأتفه البواعث ويرفعون عصاهم ملوحين في الهواء ناثرين ما تنضح به نفوسهم من حقد وحسد مشوباً بكثير من السباب والشتائم متغافلين عما يقتضيه الأدب من مقارعة الحجة بالحجة ومناقشة الرأي بالرأي محاولين بما يثيرونه من جمجمة غمط الحق وإظهار الباطل.

والذي يناقش أفكار الآخرين بالشتم والسباب ليس أهلاً للإجابة وقد رسمت حراء لنفسها مبدأ هو الإعراض عن أمثال هذا النوع من المناقشة تأدباً بأدب القرآن الكريم.

وقد كنت أود السكوت عما نشره الزميل السيد هاشم نحاس بجريدة البلاد السعودية معقباً على ما سبق أن نشرته بحراء عن نقابة المطوفين لما حمله هذا التعقيب من تطاول وشتم.

وإذا كان ما نشرته عن النقابة اصطدم بمصلحة السيد هاشم نحاس لأنه يجمع بين الطوافة ومشيخة الجاوي وقد يحاول أن يعمل زمزمياً ووكيلاً بحدة، أقول إذا كان ذلك قد اصطدم بمصلحته الشخصية فإن من حقه أن يرد وأن يناقش وأن يبين وجهة نظره مدعمة بحجج ثم يترك القارئ ليميز بين الطيب من الخبيث.

قد قلت في مقالي المنقود عن نقابة المطوفين أنه مجرد رأى معروض للمطوفين لمناقشته وإصلاحه وتعديله وفق المصلحة العامة ولم أقل بوجوب الأخذ به كما لم أدع المطوفين لمناقشته بالطريقة النحاسية التي لا تحمل سوى ألفاظ السباب والقول بأن ما قلته غير ممكن لا لشيء إلا لأنه يضر بمصلحة القائل فقط وعلى مصلحة الباقين العفاء.

والذي أريد أن أهمس به في أذن السيد هاشم نحاس وأمثاله أن إصلاح حالة التطويف آت لا ريب فيه رضوا أم كرهوا والله الملهم للصواب.

 

معلومات أضافية

  • العــدد: 22
  • الزاوية: شئون وشجون
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: حراء

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا