الأطباء السعوديون يعيشون هذه الأيام حالة نفسية قاسية بعد أن توقف صرف بدل السكن الذي سبق أن تقرر لهم. وذلك بسبب تورطهم في مساكن على مستوى عال اعتمادا على بدل السكن وإسعادا لعائلاتهم، وقد ظنوا أن جهودهم في مجال عملهم سواء ما كان منهما قبل التخرج أو بعده كانت موضع التقدير وأن بدل السكن هذا جاء صورة من صور التقدير فإذا بهم يجدون أنفسهم وقد أنزلوا منزلة من درس نصف مدة دراستهم وفي كليات نظرية واستطاع خلال النصف الثاني أن يحصل على الدكتوراه في مجاله يحصل على مرتبة أعلى في كادر الموظفين العام بينما يحتاجون هم إلى ضعف النصف الثاني كي يلحقوا بهم.

إننا نخشى أن يكون لهذه الحالة النفسية آثارا بالغة الخطورة على مستقبل الطب والعلاج في بلدنا وتظل باستمرار تحت رحمة المستقدمين وليس أدل على ذلك ما نلاحظه فمن ضآلة الأطباء السعوديين في مستشفياتنا بالنسبة للأطباء المستقدمين وإن كنا نقدر للمستقدمين من الأطباء خدماتهم ونقابلها بالشكر إلا أننا نتطلع إلى توفير الكفاءات السعودية في كل مجال وليس في مجال الطب فحسب.

وليس مطلوبا إعطاء أي فريق من الخريجين امتيازات خاصة إلا بقدر ما بذلوا من جهد وما يقدمون من عمل وليس مطلوبا إعادة صرف بد السكن المميز إلا إن كان تعبيرا عن التقدير أو مكافأة على الجهد ولكن المطلوب هو وضعهم على درجات متكافئة مع ما بذلوه من جهد وقضوه من عمر – بل زهرة عمر – في سبيل التحصيل.

وإذا كان هذا أيضا متعذرا فلا أقل من أن نمنحهم فرصة العمل خارج وقت الدوام أسوة بأمثالهم من المهندسين والمحاسبين لتحسين أوضاع معيشتهم بدلا من أن تضعهم هكذا داخل قفص الوظيفة ولا نسمح لهم بالتحرك هنا وهناك ونظر معالي وزير الصحة – في نظرنا – كفاية لتلافي هذه الخسارة التي نخشاها ونتمنى ألا تقع...

والله الموفق...

عكاظ:

ما نعرفه هو أن الدولة تجرى الآن دراسة دقيقة لهذا الموضوع حرصا منها على إعطاء كل ذي حق حقه...