القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 182 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 19:10

بطالة وهمية

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

ليسمح لى أخى رئيس تحرير عكاظ الأستاذ هاشم عبده هاشم أن أخالفه الرأي في نقطة أثارها بالعدد 6493 بتاريخ 15/6/1404 الموافق يوم السبت من عكاظ الغراء تحت عنوان بطالة نسائية رأى أن يعالجها باستخدام المرأة في تعليم البنين بالمراحل الأولى من الدراسة الابتدائية بين السادسة والثانية عشرة كما دعا إليه.

لقد أسأنا إلى المرأة عندما ظننا أننا أحسنا إليها بفتح مجالات العمل خارج البيت أمامها إذ فتحنا عينها على أمور لم تكن تحلم بها من قبل وكان حسب الواحدة منهن أن تظفر بفارس الأحلام الذي يكفل لها الحياة السعيدة فتؤدي دورها في الحياة بنجاح وبالتالي تحقق رسالتها في حدود مملكتها الصغيرة.

ولم يعرف الإسلام ولا العروبة حالة اسمها بطالة نسائية خلال كل القرون الماضية.. لم نسمعها إلا الآن وأكاد أقول أننا نحن الذين أوحينا بها بل صببناها صباً في أذن المرأة حتى صدقتها ورحنا نحن نصدقها أيضا ونطالب بإيجاد مجالات جديدة لعمل المرأة غافلين أننا نخرب بيوتنا بأيدينا وأصبحنا عاجزين عن إعادة العفريت إلى القمقم بعد أن أخرجناه.

إن أخي الأستاذ هاشم عبده هاشم يدعو إلى إسناد تعليم الأطفال من البنين بين السادسة والثانية عشرة في مدارس وزارة المعارف إلى المرأة ليقضي على ما أسماه بطالة نسائية وهو لا يدري أنه سيحدث بذلك بطالة رجالية فقد حقق التعليم الابتدائي اكتفاء ذاتياً من المدرسين السعوديين.

فهل يصح أن نعالج بطالة وهمية بإيجاد بطالة حقيقية لها أسوأ الأثر على مجتمعنا السعودي.

ولو أننا سايرنا من يقول بتحويل المدرسين من رجال إلى وظائف رجالية أخرى في مصالح ودوائر أخرى للاستغناء عن الأيدي الأجنبية فهل نأمن خطورة المراهقة عند البنين من الأطفال بين السابعة والثانية عشرة؟

ألم نسمع ونشاهد ماذا يقول وماذا يفعل أطفال هذا الزمان بفضل ما يشاهدون ويسمعون من أفلام ومسلسلات توقظ النائم من المشاعر والأحاسيس وتعلم الأطفال ما كنا نجهله بعد البلوغ؟

ألا نعتبر من هذه الانحرافات بل الانهيارات الخلقية في المجتمعات التي سبقتنا إلى هذه الفلسفة التي تقول بأن المرأة أحسن وأرق في تعليم الأطفال ولم تكتف بالحضانة والروضة فارتفعت بها تدريجياً إلى الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية ثم الجامعة فكان ما كان مما لا أريد أن أذكره حفاظاً على مشاعر القراء..

إنني فقط أنبه وأذكر وأرجو أن نحافظ على تراثنا ومجتمعنا وسلوكنا الذي اقتبسناه من إسلامنا وتقاليدنا الموروثة ولا نحاول تقليد غيرنا ونسير خلفهم حتى لو دخلوا جحر ضب دخلناه فقد حذرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام من مغبة هذا التقليد الأعمى.

ولا ننخدع بهذه التسميات الرنانة كالتنمية والطاقات المعطلة والاستثمار إلخ.. فلم تقم أية تنمية قط على علم المرأة أو ثقافتها في أي مجتمع ولكنها قامت وستظل تقوم دائما على سواعد الرجال وعقول الرجال وأفكار الرجال والنادر فيها من النساء لا حكم له.

إن للمرأة رسالة أقدس من رسالة الرجل ولكنها غيرها تماما ولا داعي للخلط بين هذه أو تلك فكل ميسر لما خلق له فالخلط يفضي إلى الفوضى التي نشاهدها عند غيرنا والفوضى تؤدى إلى الضياع وويل لأمة أضاعت تراثها ومقدساتها وقيمتها وهذا هو شباب أوربا وأمريكا من الجنسين نراه صانعا ضائعا يقتل وقته في المخدرات والنوم على الأرصفة فما أكثر العبر وأقل الاعتبار.

معلومات أضافية

  • العــدد: 66
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
المزيد من مواضيع هذا القسم: « إلام الخلف؟! هل هذا صحيح؟ »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا