مساكين العرب!!
أجل مساكين.. لأنهم أقوياء على بعضهم يغتالون ويدمرون ويفجرون ولكنهم أمام الغير ضعفاء، متخاذلون حتى أنهم عندما تنذرهم إسرائيل بالخروج من لبنان يتوسل اللبنانيون – أو على الأصح حكومة لبنان – بالفاتيكان كي تقنع أمريكا – بالتدخل لدى إسرائيل بحيث لا يكون الانسحاب مدخلا إلى المذابح والاقتتال في جنوب لبنان.
أليست هذه مسكنة بحق وحقيق؟ وأي ضعف وتخاذل أكبر من هذا في مواجهة عدو لدود.
ومساكين أيضا بدليل هذا الاستخفاف الكبير من إيران بأكثر من عشرين دولة عربية لم تستطع أن توقف العدوان مع العراق، عرضت على إيران تحقيق كل شروطها لإنهاء هذه الحرب باستثناء شرط واحد هو التدخل في شئون العراق الداخلية وهو شرط لا مبرر له ومع ذلك لا تزال إيران ترفض إنهاء هذه الحرب العدوانية التي تزيد ضحاياها البشرية والمادية يوما بعد يوم وخاصة على الآمنين من المدنيين ومن لا ناقة له ولا جمل في هذه الحرب.
ألسنا مساكين نحن العرب؟
وما أريد أن أحمل المسئولية كلها للعرب فالمسلمون أيضا – بل الحكومات الإسلامية التي تجاوز عددها الأربعين دولة – شركاء في هذه المسئولية فالدولتان المتحاربتان دينهما الإسلام وشعوبهما مسلمة يحرم الدين الإسلامي أن يلتقي المسلم مع المسلم في حرب وينذرهما إن فعلا ذلك فإن مصيرهما النار.
أليس الذي يجري في هذه الحرب بين العراق وإيران من المنكر الذي يجب تغييره باليد بعد عجز اللسان واستطاعة اليد متوفرة.
هل نحن في حاجة إلى تذكير المسلمين في كل بقاع الأرض بـ "وامعتصماه" التي صرخت بها امرأة واحدة فهب الخليفة بجيشه العرمرم لإغاثة تلك المرأة المسلمة رغم بعد الشقة وطول السفر ووعورة الطريق فكم من النساء ترملن أو فقدن أولادهن أو أذللن في هذه الحرب الظالمة وملأن الدنيا صراخا في إيران والعراق ولم يستجب لهن أحد..؟
اللهم هب لنا من أمرنا رشدا..
معلومات أضافية
- العــدد: 63
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.