ليسمح لنا معالي وزير الصحة أن نخالفه الرأي في فكرة الاستغناء عن البعثات الطبية المرافقة للحجاج إلا في حالة واحدة إذا ظهر لمعاليه ولأجهزة وزارة الصحة عدم جدوى هذه البعثات أو عدم أدائها لواجباتها وفي هذه الحالة لا يستغنى عنها ولكن يجرى تنظيمها تحت إشراف وزارة الصحة.

إن كثيراً من بعثات الحج التي ترافق الحجاج دون أن يكون لها عمل مذكور ولا أهمية لها بالنسبة للبعثات الطبية.. تلك البعثات هي الأولى بالاستغناء وليس البعثات الطبية وخاصة بالنسبة للأجناس غير العربية فإننا نعتقد أن لها فوائد كثيرة أبسطها هو فهم أعضاء هذه البعثة للسان مرضاها وأمراض بلدها وخاصة بعد قيام مؤسسات الطوافة التي جمعت حجاج كل جنس في منطقة واحدة بمكة ومنى وعرفات فهيأت بذلك الاستفادة الكاملة لحجاج كل بلد من بعثاته الطبية وكما يقول المثل "اليد على اليد رحمة" فوجود وحدة صحية وسط مخيمات الحجاج وخاصة في منى وعرفات أرحم وأسرع للإسعاف ومكافحة المرض من البحث عن سيارة إسعاف ونقل المريض إلى مراكز الحكومة وحسب هذه المراكز رغم كثرتها استقبال مرضى الطرق والمشاة والنائمين تحت الكباري وفوقها ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

إننا نريد مزيدا من التنسيق بين بعثات الحجاج في الشئون الصحية وغيرها من أجهزة الدولة هنا لمزيد من التنظيم والراحة والتوعية لحجاج بلدهم فهم أقدر من أجهزتنا على التفاهم معهم بلغتهم وأسلوبهم فالملاحظ أن الأكثرية الساحقة من الحجاج يأتون إلى الحج وهم على درجة الصفر من معرفة واجباتهم وإدراك مسئولياتهم وفهم حقوقهم بصورة تجعل البعض منهم يتطلع إلى أكثر من حقوقه ويرفض أداء واجباته – والبعض الآخر يضيع حقوقه بل يضيع حجه ولن أضرب الأمثال فهي أكثر من أن تحصى ولكن أسوق مثلاً واحداً من أمثال هذا العام – فقد لقيني حاج عربي وأنا خارج إلى السعي من الصفا والمروة وأحسن الظن بي فقال: إنني نزلت من منى وقمت بالسعي بين الصفا والمروة وأريد أن أطوف فهل أنا على حق؟! أم أن الطواف أولا.. ثم السعي؟! فأفهمته بإعادة السعي بعد الطواف.

هذا وضع حاج عربي فكم يوجد أمثاله من غير العرب؟!

إنها في نظري مسئولية جميع الحكومات الإسلامية التي يأتي منها الحجاج فلن يكلفها شيء أن تعقد دورة للحجاج لمدة أسبوع واحد قبل سفرهم لمعرفة مناسك الحج ولا يسمح لأحد بالحج ما لم يقدم شهادة التخرج من هذه الدورة.

مرة أخرى.. لا يا وزارة الصحة بل مزيدا من التنظيم للبعثات الطبية ومطالبة للدول الأخرى بإرسال بعثات طبية مرافقة لحجاجها لإسعاف مرضاهم العاجل وحسب مستشفياتنا ومراكزنا الصحية أن تتلقى المرضى المحتاجين لأكثر من إسعاف أو نوم أو عمليات.