مطلوب حل إسلامي
كلما قرأت أو سمعت فتوى لأحد مشايخنا الأفاضل بتحريم العمل في أعمال البنوك بحجة أنها تتعامل بالفائدة التي هي نوع من الربا، لم ترتح نفسي لهذه الفتوى مجرد شعور بأنه نوع من التحجير لا أجد له مبررا ولكني أيضا لا أجد دليلا ضده حتى قرأت ما سبق لي أن قرأته ولكن بدون تدبر وكأنني أقرأه لأول مرة، تلك قصة اقتراض الرسول عليه الصلاة والسلام من يهودي مراب ورهنه درعه عنده وإجابة الرسول لدعوة اليهودية التي وضعت له السم في ذراريح الشاه ومن المعروف أن جميع اليهود من المتعاملين بالربا.
عندما قرأت هذه المرة هاتين القصتين تذكرت معها الفتوى المتكررة عن تحريم العمل في البنوك وقلت في نفسي: ألا يدل اقتراض الرسول من يهودي مراب ثم إجابته دعوة يهودية – وهم أهل الربا – والأكل من طعامها على جواز العمل بالبنوك؟؟ أليس في أعمال البنوك من خدمات عامة غير حساب الفائدة مما يجعل دخلها حلالا؟ ألا يجوز للموظف البنكي أن يعتبر مرتبه من هذا الحلال ولا علاقة له بالربا؟
وإذا أردنا الاستناد على حديث إلحاق كاتب الربا بأكله في اللعن، هل يعتبر جميع موظفي البنك كتاب ربا، مع أنه ربما لا يكون في كل بنك إلا موظف واحد ينطبق عليه هذا الوصف، وهو كاتب العقد فقط فكيف يعتبر جميع موظفي البنك داخلين تحت ذلك النذير؟
ثم لقد أصبحت البنوك تشغل قطاعا كبيرا من المواطنين لا يمكنهم أن يجدوا عملا في غيرها، أفلا تكون هذه ضرورة من الضرورات التي تبيح المحظورات؟
إنها فكرة أطرحها للمناقشة المرنة المتأنية لعلنا نصل إلى حل إسلامي لهذه المشكلة التي ستتضخم بمرور الأيام وستقودنا إلى بطالة خطرة، والله المستعان.
معلومات أضافية
- العــدد: 57
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.