نعم.. قاتل الله الهوى..!
أكتب هذا تعقيبا على ما نشره أخي الأستاذ عبد الله خياط بهذه الجريدة ردا على ما كتبته من قبل.
والحقيقة أنه ليس فيما كتبته أنا عن صلاة التراويح والميادين حول المسجد الحرام وجها للحق فهذا رأيه وهو حر أن يرى ما يشاء ولكن الحكم بعد ذلك للقراء والمسئولين ولن يصح إلا الصحيح وسنرى أينا أهدى سبيلاً.
وأما رجوع الإمام خلال الليالي الأخيرة إلى تحت الرواق فهو أمر اعتدنا عليه نحن سكان مكة والمقيمين بها منذ عهد بعيد وفي المواسم فأحيانا يصلي الإمام أمام الكعبة مباشرة وأحيانا يصلي أمام أو خلف مقام إبراهيم رجوعا إلى الوراء وأحيانا في الموقع الذي تصلي فيه التراويح طيلة شهر رمضان وأحيانا يرجع إلى الوراء تحت الرواق وكل هذه التنقلات تخضع لكثافة الطواف في بعض الأحيان وقلة عدد الطائفين أحيانا أخرى ولم يعترض أحد على ذلك فهل كان يعرف ذلك الأخ عبد الله أم تراه قد نسيه!
أما ثالث ما أريد أن أعقب عليه في مقال الأخ الأستاذ عبد الله خياط والمنشور بحريدة عكاظ الغراء يوم 17 شوال سنة 1408 ﻫ فهو الغمز واللمز والتهويل الذي لجأ إليه وأنا أربأ بنفسي عن مجاراته فليس فيما كتبت أية مفاجأة لأحد فهو رأي – ورضي الناس غاية لا تدرك – ولن يضيره ولا يضير في مخالفة البعض لآرائنا وقد قلنا كلمتنا التي نؤمن بها أصبنا أم أخطأنا.
وما أريد أن أرائي فأتحدث عن صلاتي بالمسجد الحرام أو ترددي عليه فأهل مكة وغيرها أعرف بمن تنطبق عليه صفات من يكتفي بمشاهدة المسجد الحرام بالتليفزيون على حد تعبيره.
وجوابا على تساؤل الأخ الأستاذ عبد الله خياط: هل أرضى لأهلي وبناتي أن يقفن بالشارع نهبا لأعين الناس وجوابي على ذلك طبعا لا ولكن من الذي قال لهن يقفن بالشارع، وأبواب المسجد الحرام مفتحة لم يمنعهن أحد من دخوله وقد قلت في كلمتي أن عليهن إما انتظار إنهاء التراويح في منازلهن أو الانخراط في الصلاة مع المصلين فكيف يستسيغ أن يوجه لي هذا التساؤل الإنكاري وأنا لم أقل به؟
أنا لم أشر من قريب أو بعيد إلى مشروع شركة مكة للتعمير وانصب نقدي على مناداته بإحياء فكرة الميادين الخمسة حول المسجد الحرام وهي فكرة قديمة قد صرف النظر عنها لثبوت ضررها من واقع الحال والذي أشرت إليه في كلمتي وكل ما قلته من تبرير ذلك واضح للغاية وملموس ولا يستطيع إنكاره إلا مكابر فلماذا أقحم ذلك في رده عليّ؟
هل كان هو يقصد بكلمته مشروع شركة مكة حتى ظن أنني أعنيه؟ وهل هو من الفريق الذي كان ينادي بتحويل مشروع مكة للتعمير إلى موقف للسيارات ومناخ للافتراش والنوم؟ أنا لا أدري عن ذلك "فمن هو المغرض؟" فأنا لم أتهمه بالغرض ولم أتهمه بالكتابة لخدمة أغراض الآخرين تحت تأثير أي مصلحة ولكنه كمن يقول" رمتني بدائها وانسلت".. ولا أدري لماذا نحن دائما هكذا نضيق بمن يعارض أفكارنا ونترك مقارعة الحجة بالحجة وتفند الرأي والفكرة دون التعرض للأشخاص واتهامهم بالغرض والهوى ولكنه العجز عن تلك المقارعة وهو إثبات نفي ما قلته عن افتراش الميادين والساحات وما ينشأ عن ذلك من أضرار يعرفها الجميع.
فهل قال شيئا عن ذلك في مقاله الطويل العريض الذي سود به صفحة كاملة من عكاظ الغراء أم لجأ إلى استعمال التهويل والاتهام الشخصي؟
وهكذا يرى الأخ الأستاذ عبد الله خياط أني لم أسكب مزيداً من النار كما توقع بل وضعت النقاط على الحروف وأوضحت الحقيقة وقلت له في النهاية سلاماً أيها الأخ الكريم وليغفر لك الله.
معلومات أضافية
- العــدد: 50
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.