القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 161 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 15:29

التنظيم الصحي الجديد

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

التنظيم الصحي الجديد الذي اتخذته وزارة الصحة في مستشفياتها ومراكزها الصحية وإنشاء الملف الصحي العائلي تنظيم جميل ومتقدم. ولكن..

نعم ولكن الملاحظ أن الوزارة بدأت في تنفيذ الفكرة قبل أن تستعد لها بالتوعية من ناحية وبقدرة مراكزها الصحية القائمة في المدن على استيعاب المراجعين ثم تحويلهم من ناحية أخرى وذلك بدليل الطوابير التي تقف بالساعات على أبواب المراكز الصحية تنتظر دورها في الكشف والإحالة.

ثم هل سبقت ذلك دراسة للسلبيات والإيجابيات التي سوف تتمخض عنها التجربة؟! فالمعروف أن لكل عمل جديد سلبيات وإيجابيات ولا ينبغي التنفيذ إلا في حالة واحدة وهي تفوق الإيجابيات على السلبيات.

من المعروف أن الملف الصحي في أية دولة يجب أن يسبقه إنشاء حاسب آلي ضخم يستوعب جميع عمليات الصحة والمرضى والمستشفيات والمراكز الصحية وكل ما يسهل الاستفادة من الملف الصحي مثل ملف الجوازات والاستقدام وحركة السفر والقدوم والذي أنشأته وزارة الداخلية.

أما إنشاء ملف صحي يعتمد على جميع الأوراق والتقارير والعلاجات من هنا وهناك في إضبارة واحدة وبطريقة الإرسال من مركز إلى مستشفي ومن مستشفي إلى مركز فإنه ملف لا يتوقع له النجاح وتلك أولى وأهم سلبيات هذا التنظيم.

ثم تحقيق مصلحة المواطن وفائدته من هذا التنظيم مقابل ما سيلقاه من عناء ومشقة. هل جرت مقارنة لذلك؟ أيهما أصلح للمريض الاتجاه مباشرة إلى أقرب مستشفي أو مركز صحي للكشف والعلاج؟! أم التردد بين مركز ومستشفي مع انتظار هنا وهناك ساعات طوال؟!

لو فوجئ مواطن بنوبة قلبية هل يتسع الوقت لوقوفه ساعات في انتظار دوره في الكشف بالمركز الصحي ثم إحالته إلى المستشفي؟ أليس من المحتمل أن يلقي حتفه قبل الوصول إلى المستشفي ويلقى الله شاكيا ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.

ثم أيهما أفضل تفتيت الجهود الصحية بين هذه المراكز أم تجميعها في مستشفيات متكاملة بعياداتها المختلفة ووحداتها المنظمة والتركيز عليها.

وماذا سيتحمله المواطن الفقير – بالإضافة إلى تعرض حياته للخطر – من مصاريف الانتقال من مركز إلى مستشفي ومن مستشفي إلى مركز ثم إلى البيت؟! ألا يدفعه هذا إلى الذهاب رأسا إلى عيادة خاصة أو مركز خاص أو مستشفي خاص ربما بأقل تكاليف؟!

ثم ألا ترى معنا وزارة الصحة أنها قفزة وليست خطوة فقط؟

إن حولنا عددا من الدول الشقيقة التي سبقتنا في المجال الصحي والثقافي والفكري فلماذا لم يطبقوا هذا التنظيم؟ ألا يحتمل أنهم درسوه قبلنا وتأكدوا من تفوق سلبياته على إيجابياته؟ فلماذا لم نسترشد ونذهب للاقتباس من أمريكا وأوروبا؟!

لا نريد المطالبة بإلغاء الفكرة ولكن نطالب بتأجيل التطبيق ريثما تتم الاستعدادات والدراسات والمقارنات والأخذ بالأصلح.

فإذا لم يكن ذلك ممكنا فإننا نقترح:

أولاً: المسارعة بزيادة عدد المراكز في أحياء المدينة وإذا كان استئجار المراكز يحتاج إلى وقت فلا أقل من زيادة عدد الأطباء في كل مركز للتخفيف من انتظار المواطنين.

ثانياً: استثناء النفساء من بطاقات التحويل وإبلاغ جميع المستشفيات بقبولهن حالا وعدم إعادتهن مهما كانت الظروف.

ثالثاً: التأكيد على المستشفيات بعدم رد أي مرض يراجع في أوقات الطوارئ وهي معروفة وهى الأوقات التي تقفل فيها المراكز.

رابعاً: توعية المواطنين بالتنظيم الجديد بواسطة وسائل الإعلام من تلفزة وإذاعة وصحافة والاستمرار في ذلك مدة طويلة لترسيخه في الأذهان ويطلع عليها المواطنون جميعا.

هذا ما نرجوه مع تمنياتنا الطيبة لوزارة الصحة بالمزيد من التقدم والتطوير.

معلومات أضافية

  • العــدد: 40
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا