القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 159 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 14:50

صفاقة.. ما بعدها صفاقة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

الصفاقة والقدرة على مغالطة الحقائق وترويج الأباطيل موهبة لا يتحلى بها كل إنسان إلا إنسان كرهه الله وأراد أن يكون مكروها عند خلقه.

ولا شك أن الرئيس العراقي وهو يواجه العالم بمنتهى الصفاقة ويروغ من نصائحهم الثمينة كما يروغ الثعلب هو واحد من أولئك الموهوبين.

يعتدي على جارة آمنة مطمئنة بل صديقة أحسنت إليه وساعدته في وقت المحنة يوم سحقته إيران ودحرته وضربت عاصمته بالصواريخ فلم يجد إلا جارتيه السعودية والكويت يلجأ إليهما فتستجيبان له وتقيلان عثرته ومدتاه بالمال والسلاح بسخاء وما أن انكشفت عنه الغمة بسلاح وأموال هاتين الدولتين فحسب ولكن بوقوفهما أصدقائهما من الدول إلى جانبه في المحافل الدولية وتأييده.

ما إن انكشفت الغمة إلا ويبادر – دون حياء أو خجل فيقلب أول ما يقلب – ظهر المجن لدولة الكويت فيتحرش بها بدافع من الحقد والحسد والطمع والمنطق المعوج كما فعل ذلك الذئب المفترس عندما تحرش بالحمل الوديع وهما يريدان النهر – الذئب في أعلاه والحمل في أدناه مناديا عليه. أيها الحمل: لقد عكرت على الماء فاستأهلت أن أفترسك، فلم يسع الحمل الوديع إلا أن يجيب: يا سيادة الذئب أنا أسفل وأنت فوق فكيف لي أن أعكر عليك الماء!! هل هذا منطق فلم يكن من الذئب إلا أن هاجم الحمل وافترسه بمنطق الغاب.

فهل هناك فرق بين ذلك الذئب الحيواني، وبين هذا الذئب البشرى؟! لا أرى فرقا فقد بدأ هذا الذئب تحرشه مدعيا أن دولة الكويت الصغيرة الحجم المسالمة للجميع المحسنة إليه قبل الناس بدعوى أن هذه الدولة استولت على جزء من بتروله واستعمل كلمة سرقت – وأنها أذته وأضرت به عندما أنتجت أكثر من حصتها في الأوبك وكلا الدعوتين لا أساس لهما من الصحة فالكويت لا يعقل أن تستطيع الأخذ من البترول العراقي وهو جارها الأقوى والكويت أيضا لا تجرؤ على أن تؤذي العراق وهي تعرف مدى قوته واستعداداته فقد كان كل العرب يأملون من ورائه خيرا لقضيتهم الكبرى (فلسطين).

ولكنها مجرد وسيلة يريد أن يبرر بها غايته التي فجرها الحقد والحسد ولاعتقاده أنها وسيلة لا يستسيغها أحد ولا يقبلها عقل ولا تقرها شريعة إلا شريعة الغاب فلم يترك فرصة للتفاهم أو البحث فقام بجريمته النكراء في جنح الظلام واستغل المباغتة التي لم تشل حركة الكويت وحده بل شلت أفكار زعماء العلم وقادته إذ أنهم كانوا يعتقدون أنهم يعيشون عصر الدبلوماسية والحرص على السلام والقوانين الدولية المتحضرة.

منتهى الصفاقة ومنتهى التناقض بعد أن ناشده إخوانه من قادة العرب وملوكهم ورؤسائهم في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين والرئيس محمد حسني مبارك تحكيم العقل ووقف العدوان والانسحاب من الكويت والرجوع إلى الطرق الدبلوماسية والمنظمات العربية – الجامعة – أدبر واستكبر وعبس وبسر وقال لا رجوع عن ما تقرر من غزو الكويت وضمها إلى العراق.

فلما وقف جميع العالم المتحضر وجميع المنظمات الدولية بجانب الحق والعدل وشجب العدوان والاستيلاء على الدول بالقوة أنكر عليهم ذلك وراح ينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور ويستنفر السذج من عباد الله – حكاما ومحكومين – زاعما أن وقوف العالم المتمدن بجانب الحق والعدل تدخل سافر في شئون الدول العربية وأن على العالم المنصف أن ينكس أعلامه وينسحب من نصرة المظلومين والمسحوقين ليخلو له الجو فيفترس من يشاء من الجيران واحدا بعد الآخر حالما بإمبراطورية لا يغلبها غلاب قوامها السطو وشريعتها شريعة الغاب وحاكمها نيرون الذي سيحرقها بسفهه وصلفه.

بعد ذلك الموقف المنكر من الجامعة العربية والقمة العربية ومناشدة الإخوان من حكام العرب والشعوب العربية يتناقض مع نفسه ويطالب بإبعاد أنصار الحق ومستنكري الظلم والعدوانية والرجوع إلى المنظمة العربية بالنظر في القضية التي ما زال يكرر بكل صلف وغطرسة أنه صاحب حق لا يقبل المساومة وأن ما كان قد كان وأن على الجميع أن يستعدوا لخطوات مماثلة من البغي والعدوان والفسق والهمجية الجاهلية فهل هناك صفاقة بل بجاحة أكثر من هذا!! ومن يصدق الكذوب ويأمن الغادر؟! إن أحدا لن يسمع لهذا الهراء. وأن الشعب العراقي نفسه لن يصبر على هذا الجنون والجبروت والنهاية أقرب إليه من حبل الوريد وفي لمح البصر إن شاء الله.

معلومات أضافية

  • العــدد: 29
  • الزاوية: شمس وظل
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
المزيد من مواضيع هذا القسم: « توقف عمليات النصب البيض الفاسد »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا