بلطجة وفتوة
بعض الكتاب العرب يفهمون القضية – أية قضية – على غير وجهها ثم يكتبون عنها من هذا المنطلق فكثيرا ما تتردد عبارة (العراق له مطالب في الكويت ولكن أهل الكويت لم يعيروه أذنا صاغية) وعبارة (الملوك والرؤساء لم يقنعوا صدام بحل وسط يضمن له حقه في البترول والأرض) ثم يبنون أفكارهم ووجهات نظرهم على مفهومات خاطئة.
صحيح أن العراق له مطالب من الكويت ولكن هل هو محق أم مجرد ادعاء يعتمد على البلطجة والفتوة لا أقل ولا أكثر ولو كان لديه أي مستند أو وثيقة لإثبات حقه لما لجأ إلى استعمال القوة والبطش ففي العالم منظمات ومحاكم دولية تنصف المظلوم وترد الحقوق وآخر القضايا الدولية من هذا القبيل قضية طابا التي أخذتها مصر من إسرائيل بحكم دولي.
وإذا كانت حكومة الكويت لم تعر العراق أذنا صاغية فإنه ليس كل مدع بالباطل يجب على المدعى عليه أن يعره أذنا صاغية ويحقق له طلبه وإلا لتحول العالم إلى غابة يحكمها وحوش.
وإذا كان بعض الكتاب يعيبون على الملوك والرؤساء بأنهم لم يقنعوا صدام حسين بحل وسط يضمن له حقه في البترول والأرض فإنهم أنفسهم غير مقتنعين بهذه الدعوى فكيف يقنعون صدام حسين ولو فرض وحاولوا الوصول إلى حل وسط فإنه مجرد محاولة إصلاح واجتناب للشر وهم قد حاولوا الإصلاح فعلا وذهبوا له ولكن صدام حسين قد أضمر الشر وبيت العدوان وأصر عليه ونفذه ورفض أي حل وسط بإصرار وعناد.
ليس لصدام حق تاريخي ولا غير تاريخي في أرض الكويت ولا بترول الكويت ولكنها مجرد قرصنة وابتزاز – كما أسلفت – دفعه إليها الحقد والحسد لا غير.
فمن هو الملوم أيها الكتاب المغرضون؟!
معلومات أضافية
- العــدد: 18
- الزاوية: شمس وظل
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.