"الجبا" هذه الكلمة التي حرت في البحث عن أصلها فلم أعرفه وأذكر مرة أن الصديق عبد الرزاق بليلة قال مرة عنها أنها محرفة عن الجبا بمعنى العطاء.

هذه الكلمة التي تعني الآن أن يدفع السابق إلى مأكل أو مشرب أو مركب قيمة طلب اللاحق إذا التقيا في مطعم أو منتزه أو خط بلدة كرد لجميل سابق أو ابتداء كجميل جديد على طريقة من قدم السبت التقى الأحد.

هذه الكلمة التي تحمل في طياتها أكثر من معنى. إكرام. إحسان.. مودة .. اعتراف بالجميل كانت محببة عندنا كانت تكاليف الحياة بسيطة أما الآن فقد ثقلت على كثير من النفوس وراحوا يشتكون منها مر الشكوى ويطالبون بإلغاء هذه العادة والتخلص منها لما يترتب عليها من مشاكل أعتقد أنها معروفة لدى الجميع.

وأعتقد أن عادة "الجبا" هذه عادة خاصة من عاداتنا لم أرها في بلد عربي من البلاد التي قدر لي أن أزورها وهى مصر وسوريا ولبنان والعراق ولا أدرى هل توجد في البلاد الأخرى أم لا؟!

والذي أخاله سببا في ثقل دفع هذه العادة على النفوس هو توسع الناس فيها فقد كانت في الأول بين الأصدقاء الخلص والأقارب الأدنين ثم توسعت حتى أصبحت بين كل متعارف بل اتخذها البعض وسيلة للتعارف.

وهكذا انقلبت العادة الجميلة إلى عادة رذيلة اضطر بعض أصحاب المطاعم والمنتزهات إلى أن يضعوا لافتات كتب عليها "الجبا ممنوع" وجاءني من يرجوني مطالبه خطوط البلدة باستعمال "الجبا ممنوع".

وبعد.. فإني منذ أكثر من عشر سنوات لم أمارس عادة الجبا هذه بصورة عامة وهذا يكفى لمعرفة رأيي فيها ولكن لا أريد أن أطالب الناس بالإقلاع عنها إلا إذا وجدت من يقول لي:

من أين جاءتنا هذه العادة ؟! وهل هي معروفة في أي بلد آخر:

ولماذا سميت "جبا" وما أصل الكلمة ؟! وهل هي عادة جميلة يجب الحفاظ عليها أم مرذولة ينبغي التخلص منها.

إنه استفتاء للجميع وخاصة إلى كبارنا فى اللغة والسن أمثال الأساتذة أحمد إبراهيم الغزاوي وحمد الجاسر وعبد القدوس الأنصاري وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن فهل يفعلون؟