قاتلهم الله. أنى يؤفكون
لم أعد أفهم ما هي نقطة الخلاف بيننا وأعني الدول التي صممت على وجوب خروج العراق وجنوده من الكويت وإعادة الشرعية إليه والدول التي تقف إلى جانب العراق وتتصايح لا تحاربوه، واتركوه يبلع الكويت هنيئا مريئا ليسمن ويأكلكم أيضا.
أجل لم أعد أفهم نتيجة للتضليل الذي تلجأ إليه هذه الدول حين تلوي لسانها بالكلام فتزعم أنها ضد غزو العراق للكويت واحتلاله ولكنها ترفض إخراجه بالقوة رغم إصراره وبجاحته ورفضه لجميع القرارات العربية والدولية التي تقضي بوجوب انسحابه من الكويت وإعادة الشرعية إليها ومطالبة الجميع بالنسيان أن هناك دولة اسمها الكويت كانت موجودة بين دول العالم وعضوا في منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
يزعمون أنهم معنا في رفض الاحتلال والغزو ولكنهم ليسوا معنا في وجوب إخراجه بالقوة إذا لم يرضخ لقرارات مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة الدول الإسلامية وكافة المنظمات الدولية التي استنكرت هذا العدوان وشجبته.. بل لم يستجب لجميع النداءات التي وجهها له قادة العالم والدول العربية بالرجوع إلى الحق وتحكيم العقل.
ومع ذلك يشفقون عليه ويتباكون على العراق وشعب العراق في نفس الوقت الذي شرد فيه حاكم العراق شعب الكويت الشقيق وحكومته ودمر بنيته الأساسية وقتل ونهب وسلب واغتصب وكأن شعب الكويت ليس عربيا ولاحق له علينا.
ولم قولوا لنا: كيف يمكن إنقاذ الكويت وشعب الكويت من هذا العدوان الغاشم الذي لا يزال يدمر ويقتل؟! كيف يمكن إيقافه على الأقل؟ كيف يمكن إعادة الحق إلى نصابه بعد أن سد حاكم العراق جميع الأبواب رافضاً كل القرارات بل الرجاءات قائلا: انسوا أن هناك دولة اسمها الكويت!!
يقولون لنا: ابحثوا عن حل سلمي عربي.. فهل نحن قصرنا؟! لقد ذهب إليه في بغداد الرئيس حسني مبارك بل ذهب إليه الأمين العام للأمم المتحدة وعشرات القادة والرؤساء يبحثون عن بارقة أمل لانسحابه من الكويت فلم يجدوا عنده غير الإصرار على ابتلاع الكويت.. والمزيد من التهديد والوعيد بإبتلاع ثروات الخليج لتوزيعها على الدول العربية حسب زعمه أو إحراق دول الخليج وبترولها وإشعالها ناراً عليه وعلى كل من يقف في سبيل تحقيق أطماعه.
أنهم يحاولون بكل صفاقة أن يقلبوا القضية من عدوان غاشم ظالم من العراق على الكويت إلى عدوان مزعوم من الدول المناصرة للحق الكويتي على العراق ويجدون من يصدقهم من الغوغاء في الشعوب العربية والإسلامية ممن يهرفون بما لا يعرفون ويسيرون خلف الحكام والقادة كما تسير الأنعام ويزعمون الغيرة على الدين والعروبة وهم يجنون بذلك على الدين والعروبة فالإسلام يفرض على المسلم الالتزام بالحق والعدل ونصرة المظلوم والعروبة تلزم العربي بالتحلي بمكارم الأخلاق من النخوة والشهامة وحسن الجوار ومقابلة الإحسان بالإحسان واستنكار الاعتداء والقتل والسلب والنهب وانتهاك الأعراض.
أن الدول المتحالفة لا تريد من العراق إلا أن يخرج من الكويت ويعيده إلى أهله وهم يحاربونه من أجل ذلك فهي حرب عادلة قامت على نصرة المظلوم وهو خلق إسلامي عربي فلماذا يريدون وقفها؟ لاستباحة أرض وعرض الكويت؟! قاتلهم الله أنى يؤفكون.
معلومات أضافية
- العــدد: 11
- الزاوية: شمس وظل
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.