انجز حر ما وعد..
لقد أثبتت منظمة الأمم المتحدة وجودها في قضية الخليج وأخذت مكانتها اللائقة بها من وجوب احترام قراراتها وتنفيذها ولو بالقوة وهو ما كان يتمناه كل مخلص محب للسلام والذي نرجوه ألا يقتصر هذا الموقف على قضية الخليج وحدها وتظل مئات قرارات الأمم المتحدة حبراً على ورق وتتراجع مكانة الأمم المتحدة إلى موقعها غير المحترم من أحد.
إننا لا نرى فرقا بين ما كان يتشدق ويتبجح به صدام حسين ضد قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتحديه لها بالإصرار على احتلال الكويت ضاربا بتلك القرارات عرض الحائط، وما تتشدق به وتتحدى إسرائيل الآن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي صدرت ضدها وترفض تنفيذها وتصر على ابتلاع فلسطين والجولان وجميع الأراضي العربية التي احتلتها بغير حق في حرب 1967م وكأنها تقول تماما كما قال صدام: جرى الاحتلال وتم الضم ولا كلام عندي لأحد حتى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولن يكون إلا ما أريد. وما أتفضل به على الفلسطينيين من الحكم الذاتي.
لا فرق بين هذين الموقفين والمفروض أن يكون موقف العالم واحدا منها أيضا فما طبق على العراق يجب أن يطبق على إسرائيل وهو تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. هذا ما تمليه العدالة الدولية وكرامة منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وإلا عادت هذه المنظمة إلى القوقعة على نفسها وإصدار قرارات بالونية تفرقع في الهواء.
اذكر ويذكر القراء معي أن جميع الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وعدت بالعمل على إنهاء قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها قضية فلسطين بعد الانتهاء من أزمة الخليج وها هي قضية الخليج انتهت لصالح الحلفاء ولم يبق إلا تنفيذ الوعد والعرب لا يطلبون إلا الوفاء بالوعد وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الصادرة سابقا.
صحيح أن هناك مشاورات ومحاولات جارية ولكننا نخشى أن تدخل في دوامة مماطلات وتشنجات إسرائيلية وغطرسة ودلال وتمضي السنون كما مضت من قبل.
لذلك فإننا نطالب بسرعة الحل بالضرب والحديد حام لأن تأخير ذلك مضر بالسلام العالمي ومبدد لأحلام العالم للعيش بسلام ووئام والالتفات إلى التنمية وتحقيق الرفاهية للشعوب التي أضنتها الخلافات والحروب وصعوبات الحياة.
فهل تفي الدول العظمى بوعدها لتؤكد للعالم مصداقيتها وتكسب صداقة العرب والمسلمين بمناصرة العدل وإحقاق الحق في قضاياهم وعلى رأسها قضية فلسطين!.
معلومات أضافية
- العــدد: 5
- الزاوية: شمس وظل
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.