القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 139 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 22 أبريل 2013 17:16

الآباء القساة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

حمل إلى البريد رسالة مؤثرة من مواطنة تقطر آسى، وتصور مدى ما تصل إليه قسوة بعض الأزواج – ولا أقول ندالتهم – عندما ينسون أو يتناسون الفضل.

إنها مأساة تتكرر في كثير من الأحيان وطالما قدر لي أن أشاهد فصولها عندما كنت موظفاً قضائياً أشهد محاكمات الطلاق والحضانة.

ولكن مأساة اليوم هزتني أكثر ولا أدرى لم؟! ألانها أشد مرارة مما سبق أن مر بى من مآسي؟!

أم لأن بطلتها غريبة ضاقت في وجهها الدنيا فرأت أن تبثني شكواها دون سابق معرفة؟!

تتلخص مأساة هذه المواطنة في أنها وقعت ضحية لأحد أولئك الذين يذهبون إلى قطر شقيق لينتقوا منه شريكة حياتهم..

جاءت من بلدها منذ ست سنوات وأنجبت لزوجها طفلاً في عمر الورود ثم تغير الحال وساءت الحياة وانتهت بالطلاق وإلى هنا والوضع عادى وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته.

أما غير الطبيعي.. فإنه قسوة القلب، ونوم الضمير وفقدان الإنسانية..

كل ذلك يتمثل في تقديم الزوج دعوى بطلب ضم ابنه البالغ من العمر خمس سنوات إليه، وحرمان أمه منه.

ولنسمع معاً إلى كلمات هذه الأم بالنص:

«إنني أحمل في ضلوعي قلب أم .. وقلب الأم لا يستطيع أن ينسى. وكيف أنسى.. وكيف يمكن أن أصبر على فراقه.. إنني في حيرة.. إنني في حاجة إلى أصوات عالية كثيرة إنسانية تصل إلى سمع ذلك الرجل الذي لم يقدر عاطفة الأمومة.. إنني أتمنى أن توجهوا إليه.. إلى ضميره.. إلى إنسانيته كلمات إنسانية منكم ومن القراء ليقدر عاطفة الأمومة والرأي الأخير لك لتزودني برأيك في هذه المشكلة أو تتفضل بنشر رسالتي هذه لعلها تتسبب في إيقاظ ضميره وإنسانيته».

هذه بعض فقرات الرسالة وفيها فقرات أخرى تتعلق بطلب الأب انتقالها من جدة إلى المدينة التي يقيم فيها للتقاضي هناك.

وأنا إذ انشر هذه الفقرات كرغبة المواطنة أرجو أن يحقق النشر لها أمنيتها ويعدل صاحبنا عن حرق قلب هذه الأم وليس مستحيلاً ولا شاذاً أن يتحقق لهذا الابن عطف الأبوين وحنانهما رغم افتراقهما.

ولا أبخل عليها برأيي أيضاً فأطمئنها أن حكم الشرع الإسلامي ونظام المرافعات بالمملكة يقضيان بأن تقام الدعوى في بلد المدعى عليه وهى غير ملزمة أن تذهب إلى حيث يقيم المدعى لتسمع اعتراضه.

وأن الابن سيظل في حضانتها إلى انتهاء سن الحضانة – وهو سن السابعة ما لم تتزوج، ثم يخير الغلام يومها بينها وبين أبيه، فإذا اختارها بقى معها ليلاً ومع والده نهاراً.

أما إذا اختار أباه فإنه يضم إليه ولكنه لا يمنع من زيارتها بحال من الأحوال وما عليها وقتئذ إلا أن تقيم في نفس البلد الذي يقيم فيه الأب ليتاح لها زيارة ابنها لها..

وهكذا أجدني حققت للمواطنة كل رغبتيها.. نشرت لها المأساة وأوضحت لها رأيي وأسأل الله أن يملأ قلب هذا الأب بالرحمة والعطف.

معلومات أضافية

  • العــدد: 1226
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر: 21/8/1382 ﻫ
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا