الشيخ عثمان باعثمان مدير العين العزيزية بجدة شخصية تتمتع بالسمعة الطيبة والاحترام في كل مكان حتى عند كبار المسئولين عندنا نتيجة لما عرف عنه من إخلاص وأمانة في ما قدمه من جهود لتطوير العين وتنمية وارداتها.

بيد أن هناك بعض التصرفات – كما يقول رواتها – تبعث على الدهشة عندما تصدر من شخصية كالشيخ باعثمان هذا فالمفروض في مثل هذه الشخصية المخلصة النزيهة الأمينة أن تكون من أول صفاتها مناصرة الحق وإقامة العدل استكمالاً لصورة المسلم.

وأول ما يسترعى الانتباه من تلك التصرفات موضوع عيون وادي فاطمة وما أصابها من محل كنتيجة للآبار التي قامت بحفرها إدارة العين وما نزل بأصحاب المزارع من بلاء اضطر بعضهم إلى الرحيل في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى تشجيع المزارعين والعمل على زيادة الإنتاج الزراعي.

إن التصرف وحده ليسه فيه مأخذ إذا اعتبر كتجربة ، ولكن المأخذ يقع في الإصرار عليه بعد أن تكشفت التجربة عن ضرر بالغ ينهى عنه الدين وتقتضى إزالته أولى مبادئ الحق والعدل.

إن الناس عندما يذكرون جهود الشيخ باعثمان في أعمال العين سيذكرون معها حتماً ما سيحل بالوادي الأخضر إذا ما أصبح كئيباً وأصبحت مزارعه هشيماً تذروه الرياح فهل يرضى أن يغادر دنياه – بعد عمر طويل إن شاء الله – بمثل هذه الذكرى؟! لا نظن أننا نعتقد أنه عمل ما عمل وهو يقصد وجه الله.

إن من الخير للشيخ باعثمان أن يكلل جهوده وأعماله الطيبة بوقف عملية الشفط هذه لعيون الوادي ولو بصورة مؤقتة ريثما يتقرر نهائياً مدى تأثيرها على العيون ونسأل الله له التوفيق.

أما التصرف الثاني فهو إدعاء بعض موظفي إدارة العين أنهم يعملون حتى الساعة الثالثة ليلاً وأحياناً إلى الرابعة وتمتنع إدارة العين عن صرف أجور لهم مقابل الزائد من الوقت بالإضافة إلى عدم تأمين المواصلات لهم ومطالبتهم الإدارة بذلك من أوائل عام 1381 إلى الآن دون جدوى.

وثالثة الأثاثي ما يدعيه هؤلاء الموظفون من امتناع إدارة العين عن اعتبارهم موظفين حكوميين وتطبيق نظام الموظفين عليهم أو اعتبارهم عمالاً وتطبيق نظام العمل والعمال عليهم بل أنهم يعملون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ودون أن يستفيدوا بأي مميزات في أي من النظامين.

إنها أوضاع – إذا كانت واقعة – لا تتفق وأخلاق الرجل الأمين المخلص النزيه اضطررت أن أضعها تحت أنظاره ليصلحها إن كانت واقعة حقاً استكمالاً للصورة التي نريدها له وله منا طيب الدعاء.