الهلال ورؤيته
من الشعائر الدينية التي تثير عندنا كثيراً من الكلام مسألة رؤية هلال رمضان، وهلال شوال بصورة أخص وما أكثر ما يدور حول ذلك من كلام وملاحظات وتساؤلات..
وقد كانت رواية هلال شوال هذا العام مثار كثير من الملاحظات والأحاديث والتساؤلات.
الملاحظة عن أن الهلال يرى مع غروب الشمس فكيف لا يعلن عنه إلا بعد أثنى عشر ساعة.
والأحاديث عن الآثار التي تترتب على تأخير إعلان العيد فللعيد إجراءات واستعدادات ينبغي أن تتخذ قبله بوقت كاف وفي البلاد الأخرى يعلن عن العيد أو عدمه منذ أول الليل بخلافنا إذ نظل طيلة ليلة الشك في قلق بحكم التجارب التي مررنا بها، فمرة يأتينا العيد بعد منتصف الليل، وأحياناً مع الفجر، وأخرى بعد الفجر إلخ..
كل هذه التساؤلات والأحاديث تدعونا إلى ضرورة اتخاذ إجراء جديد.
فنحن الآن في عصر العلم وعصر الوسائل العلمية الحديثة وأذكر أن اقتراحاً قديماً لفضيلة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة بإقامة مرصد للأهلة في أعلا جبل أبى قبيس ترصد منه الأهلة ثم يجرى إعلانها بثقة واطمئنان وفي وقت مبكر من الليل..
وما أجمل أن تذاع رؤية الأهلة من مكة المكرمة قبلة المسلمين، وما أسعد المسلمين في كل مكان بالاقتداء بمكة في الصوم والفطر والأعياد والمواسم الإسلامية، وما أجدر مكة بهذه الإمامة التي سيرتاح إليها كل مسلم، ولن يجد أي بلد إسلامي أو عربي غضاضة في الاقتداء بهذا البلد المقدس صياماً وفطراً وعيداً وتلك في نظري الوسيلة الوحيدة لتوحيد أعياد ومواسم المسلمين في كل بقاع الأرض.
وما أجدر عهد الملك فيصل بهذه الخطوة الإسلامية الفذة من أجل توحيد أعياد المسلمين ومواسمهم الدينية، وما أجمل أن يخرج هذا الاقتراح من مرقده الذي أوى إليه إلى حيز التنفيذ في هذا العهد الزاهر.
حول معضلات الزواج
كتب الأخ الأستاذ محمد عمر العامودي مقالاً بجريدة عكاظ العدد 378 تاريخ 24-9-85هـ نحى فيه باللائمة على جميع الذين كتبوا عن مشكلة غلاء المهور لأن أحداً منهم – على حد تعبيره لم يضع الحلول السليمة الكفيلة بالنساء على هذه الظاهرة ولا الحد منها وقال في مطلع مقاله أنه سوف يضع الحلول أو يكشف عنها على الأقل ثم استعرض قصة عمر في تحديد المهر واعتراض امرأة عليه ثم تراجعه..
أما الحل الوحيد الذي جاء به لحل هذه المشكلة فقد جاء في صيغة تساؤل: لماذا نجعل المهر معجلاً وفي الإمكان أن يؤدى أقساطاً.
وتعليقي على مقال الأستاذ العامودي ذو شقين:
الشق الأول: هو أن أكثر من كتب عن المشكلة أشار إلى حلول لها وما أريد أن أدعى إنني الوحيد الذي وضع حلاً لهذه المشكلة ففي اعتقادي أن كثيرين غيري حاولوا ذلك ولكن التقاليد البالية والمظاهر الخداعة التي تسيطر على عاداتنا ومجتمعنا هي التي حالت دون نجاح تلك الحلول..
ولعل آخر ما نشرته أنا في هذا الموضوع كان بهذه الصيغة أيضاً بالعدد 347 بتاريخ 16-8-85هـ والذي قلت فيه بالحرف الواحد، لا تزال مشكلة المهور ولا أقول غلاء المهور، موضع أحاديث الناس في اجتماعاتهم وخاصة عندما يدور الحديث عن اضطرار الشباب أو بعض الشباب للزواج من الخارج فراراً من قسوة التكاليف وعقبة المهور عندنا.
ولكن نساير الذين يقولون لا غلاء في المهور احتجاجاً بالجهاز الضخم الذي يجب أن تصحبه العروس معها إلى دار العريس نود أن نقترح إعفاء العروس من جهاز البيت والاكتفاء بجهازها هي أى ملابسها وحليها ولا شئ بعد ذلك إلا الانتقال معززة مكرمة إلى دار العريس المجهزة بالقدر المناسب وعلى العريس أن يجهز داره قبل الدخول بالجهاز اللائق بمقام العريسين في غير سرف ولا تقتير وفي حدود إمكانياته.
وليس معنى هذا إعفاء العريس من مهر المثل فذلك حق مشروع بل لابد من إلزامه به ولكن على قسمين قسم معجل وقسم مؤجل معجل باليسير الكافي للجهاز المطلوب من الزوجة وتؤجل العسير بحيث يتسنى للعريسين فيما بعد أن يتفقا على طريقة سداده.
هذا هو الحل الذي سبق أن اقترحته لهذه المعضلة وهو من الوضوح بدرجة لا يمكن معها عدم اعتباره حلاً سليماً ومعالجة ناجمة وجمعاً بين التشريع والتقاليد.
تلك واحدة أما الثانية فإنني لم أر في مقال الأستاذ العامودي أي اقتراح واضح للحل المنشود فهو مجرد سؤال لماذا نعجل بالمهر ونداء إلى الناس كي لا يهتموا بالمظاهر والتفاخر بالمهور ومثل هذا النداء قد وجه وفي أساليب مختلفة من كل من كتب في هذه المشكلة أكثر من ألف مرة.
هذا ما وددت أن أعقب به على مقال الأخ الأستاذ محمد عمر العامودي وأهيب معه بالأدباء والمفكرين والخطباء والوعاظ والإذاعة والصحافة للإسهام بمعالجة هذه القضية التي سيزداد خطرها مع مر الأيام خطرها القادم على أخلاقنا وعلى مجتمعنا الإسلامي الذي مازال بخير..
مكافآت الطلبة
قرأت مع القراء البيان الذي أصدرته وزارة المعارف عن مكافآت الطلبة المغتربين وإلغائها والأسباب التي دعت إلى ذلك، ومما جاء في البيان أن التهافت على التعليم المتوسط والثانوي لم يعد في حاجة إلى مكافآت تشجيعية.
والذي أريد أن أعقب به على هذا البيان أنه ليست كل المكافآت تشجيعية فحسب بل منها ما تمليه الضرورة الملحة وهي فقر الطالب ووليه فصرف المكافأة لمثل هذا الطالب هو السبيل الوحيد لاستمراره في التعليم وإلا اضطر وليه إلى وقف تعليمه ودفعه للعمل رغم وجود الرغبة الشديدة لدى الطالب في استمرار تعليمه.
وإذا كان هناك تلاعب بأمر هذه المكافأة وطرق ملتوية ليحصل عليها أبناء الأغنياء والموسرين كما جاء في البيان فإن في وسع الوزارة القضاء على هذا التلاعب والتحايل وقصر المكافأة على الطلاب الفقراء المحتاجين حقيقة إلى هذا العون المادي.
إنني أقترح على الوزارة الإلغاء بالتدريج تخفيفاً من أثر وقع المفاجأة على الطلاب الفقراء وصدمتها لهم والأمل كبير في قلب معالي الوزير والله الموفق.
توفير واقتصاد
موجة التوفير والاقتصاد على وزن شركة التوفير والاقتصاد المأسوف عليها ولا يدرى أحد ما فعل الله بها – هذه الموجة التي أخذت تنتشر في المحيط الصحفي طغت حتى دفعت بعض المسئولين في أقسام التحرير إلى السطو على بعض الكتب والمجلات القديمة ونشر محتوياتها دون مراعاة أمانة النقل بذكر اسم الكاتب أو اسم الكتاب والمجلة المنقول منها.
فهل أفلسنا إلى هذا الحد؟ أم هو التوفير والاقتصاد وضغط المصاريف؟
معلومات أضافية
- العــدد: 384
- الزاوية: شئون وشجون
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.