القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 133 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 18 فبراير 2013 20:49

مناقشة... أم مغالطة؟

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

هذه كلمة هادئة ترددت في كتابتها كتعقيب على كلمة فائرة تنم عن مشاعر كاتبها الذي تعود مهاجمة الندوة وكتابها منذ أن بدأ يحترف الكتابة منذ شهور قليلة، فهو بدلاً من أن يسلك الطريق المستقيم للحاق بركب كتاب الندوة لجأ إلى أسلوب الهجوم دون فهم أو إدراك..

نعم ترددت في كتابتها وكنت أوثر السكوت عملاً بنصيحة الشاعر «فخير من إجابته السكوت» ولكنى وجدت بهما نقطتين قد تضلان القارئ.

أولاهما: الزعم بأننا نغضب من مناقشة من يناقش فكرة لنا إذ أننا لا نغضب أبداً ولم نغضب ولن نغضب إذا ما تصدى لأفكارنا كاتب فاهم مدرك لما يقرأ على إلمام بأدب المناقشة.

ولكننا نغضب- ومن حق المؤمن أن يغضب في الله- إذا ما تصدى جهول للهجوم على مقدساتنا ومعتقداتنا أو داعية للتحرر من أخلاقنا وعاداتنا..

وسنظل نغضب ونرسلها شواظا من نار على دعاة التحلل وأنصار الانحراف..

تلك واحدة.

أما الثانية: فهي الزعم أيضاً بأننا لم نحاول مناقشة أفكار هذا الكاتب عندما يتصدى لأفكارنا..

وهى مغالطة أخرى نرى لزاماً علينا تفنيدها مضطرين فقد كنا نود أن ننزه قلمنا عن الخوض في مثل هذه الأفكار..

ولكي يعرف القارئ أي نموذج من الأفكار التحررية التي يريدنا الكاتب أن نناقشها فأننا نسوق إليه هذا المثل:

لقد دعت الندوة إلى فكرة الحفاظ على البنت وجعل تعليمها داخل سياج منيع من الفضيلة يحميها من الانزلاق إلى مهاوى الرذيلة وذلك على إثر أحداث مفجعة مؤلمة.

ولم يكن يخيل إلينا ونحن نرسل هذه الدعوة الكريمة أن في بلادنا من يخالفنا الرأي حتى أولئك الذين اغتربوا عن مسقط رأسهم وتشبعت أفكارهم بالمادية الغربية.

ولكننا- ومع الأسف- فوجئنا- بل فجعنا- بمن يقول: لندع معالجة انحراف الفتيات ولنبدأ بمعالجة انحراف الفتيان.

هذه هي الفكرة التي تمخضت عنها عقلية الكاتب ويعيب علينا عدم مناقشتها.

فهل تراها- عزيزي القارئ- جديرة بالمناقشة!؟ وهل وجود فتيان منحرفين يقضى بغض الطرف عن انحراف الفتيات!؟

إننا نترك الحكم لك، فأنت وحدك الذي يمكنك أن تقوم الأفكار وترفع أصحابها إلى أعلا أو تنزل بهم إلى أسفل الدركات..

هاتان النقطتان اللتان وجدت لزاماً أن أعقب عليهما ليعرف القارئ وجه الحق في الموضوع.

أما الكاتب الذي أعقب عليه بهذه الكلمة فإنه قد نم بنفسه عن نفسه عندما اعتبر كلمتي السابقة عن مشاكل المجتمع- تعنيه إذ أنى لم أسمه بمفرده فقد كان له زملاء ولكنه على حد تعبير الشاعر «كاد المريب أن يقول خذوني» إنني لا أسميه فهو يعرف نفسه ويعرفه القراء أيضاً فقد عرفوه منذ أن بدأ يحترف الكتابة قبل شهور قليلة وهو لا هم له إلا الهجوم على أفكار الآخرين دون أن يكلف نفسه عناء الإتيان بأفكار جديدة.

لا أسميه لأني أريد أن أطفئ في رأسه فكرة طلب الشهرة عن طريق الهجوم على الآخرين وسيظل في مكانه المغمور لا يقرأ له إلا قراء بعدد أصابع اليد مهما تطاول وتهجم وحاول تملق أحاسيس الجماهير بأفكاره التحررية إذ أن جمهورنا- والحمد لله- يتمتع بالخلق المتين..

أما نحن فإننا ماضون في محاربة كل رذيلة والتنبيه إلى كل بادرة خطيرة على مجتمعنا ولو كره دعاة التحلل، ورواد الانحلال وأنصار حرية المرأة ومساواتها بالرجل- والانتصار دائماً للحق، وللباطل جولة ثم يضمحل.

الوعظ في المسجد الحرام

إن الذين يعرفون تاريخ المسجد الحرام يعرفون جيداً كيف كان حصناً منيعاً لا يجرأ على الوقوف في حصبائه والتحدث في حلقات الدرس فيه إلا الراسخون في العلم المقدرون لرسالتهم المؤدبون بأدب القرآن المخلقون بأخلاق محمد.

نعم كان للمسجد الحرام علماء مخصوصون يلتف الناس حولهم.. يعلمونهم ويعطونهم بالحسنى ويرشدونهم إلى طرق الخير ومسالك الهدى، وكان للمسجد مراقبون ومفتشون فلا يجرأ على انتهاك حرمة التدريس والوقوف للوعظ والإرشاد إلا من يؤهله علمه وثقافته وخلقه لمثل ذلك.

أما هذه الأيام – وأقولها بمرارة – فإن كل من هب ودب ومن يلحن في كتاب الله وحديث رسول الله ولا يقيم لسانه بلغة القرآن يقتحم المسجد الحرام ويتخذ من أي رقعة فيه منبراً ثم يرفع عقيرته بكلام لا أول له ولا آخر.. يهاجم الناس ويشتم هؤلاء ويحمل على هؤلاء ويتجمع الناس حوله كما يتجمعون على ذي جنة– فيظنهم من المعجبين فيمعن توغلاً في الكلام الذي لا يفضى إلى نتيجة.

إنها كلمة مخلصة أوجهها إلى المسئول الأول عن حرمة هذا المسجد وقداسته وحرمة العلم وأهله– الذي وضعها جلالة الملك المعظم أمانة في عنقه..إنه سماحة المفتى الأكبر ليكون التدريس والوعظ والإرشاد والتوجيه بترخيص خاص يبنى على مؤهل خاص ليستحق حاملة أن يكون مرشداً وموجها وقدوة يقتدي به الناس.

أما أن يتصدى للإرشاد والتوجيه من لا يحسنه بل يسئ الوصول إليه فذلك ما لا يجوز أ يقع في مكان مقدس فضلاً عن أقدس مسجد.

أما المجاذيب والمتهوسون فإن مجالهم الشوارع.. الشوارع فقط- إذا ضاقت بهم مستشفيات المجاذيب - وسيلقون جزاءهم الأوفى من أولاد الشوارع.

ولتطهر المساجد لروادها من المصلين العاكفين والطائفين والركع السجود – والله الملهم للصواب.

معلومات أضافية

  • العــدد: 1
  • الزاوية: يوميات الندوة
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « جيلنا الصاعد المرور أيام الحج »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا