هذا رأيي
الأستاذ محمد عبد الله مليباري كاتب قدير احترف الصحافة منذ عهد بعيد وكان رئيسا لتحرير صحيفة- الرياضة المحتجبة وما زال يساهم في خدمة صاحبة الجلالة. فهو احد الأعضاء المؤسسين والعاملين في جريدة عكاظ.فلا غرو أن يستفتي في أمور الصحافة.. ولكن الغريب في نظري أن تكون نظرته للصحافة وتعريفه لها على النحو الذي أبداه منذ مدة حينما وجه إليه الصحفي المعروف الأستاذ عثمان شوقي بعض الأسئلة حول رسالة الصحافة والسبيل إلي تطوير الصحافة وخلق الوعي الصحفي.. إلخ.. ومما جاء في ردود الأستاذ المليباري قوله: (إن معظمنا لا يعرف من الصحافة إلا أن تنشر له مطلبا أو تبلغ إلي المسئولين حاجة.. أو تحمل على قطاع معين من القطاعات هذا هو مفهوم الصحافة بين جماهيرنا. وإذا قلت لهم أن الصحافة صورة وخبر وليس ميدانا لحملة على قطاع معين أو معرضا للمطالب والحاجات
قالوا إن الأخبار التي تنشر نسمعها مذاعة قبل أن نقرأها فليس في العودة إليها أي أثر جديد).
ويضيف قائلاً : (إن المواطن دائما يري الصحافة لسان حاله وهو بذلك يرجو منها أن تنشر كل ما يختلج في نفسه ونفس معظم المواطنين عندنا لا يختلج إلا بقضايا لها مساس بحياتهم المعيشية. وهي لا تتسع لأكثر من ذلك لضعف المستوي الثقافي).
تلكم الفقرات التي أثارت استغرابي لأنها صدرت عن أحد أفراد النخبة التي تضطلع برسالة الصحافة ومع تقديري للأستاذ الفاضل فإنني لا أوافقه في ما ذهب إليه من حيث تعريف مفهوم الصحافة وإنها مجرد (صورة وخبر)فالصحافة كما أفهمها وكما أريدها (مبدأ ورسالة) فلا ارتضي للصحافة أن تكون مجرد آلة تصوير ، بل أداة تعبير وتنوير وتبصير...
ورسالة الصحافة الأساسية هي خدمة الشعب وحينما وصفت مجازاً بـ (مرآة الشعب) فمعني ذلك أن تكون صادقة في عرض مطالب الشعب واحتياجاته والتعبير عما يختلج فعلا في نفوس المواطنين من آمال وآلام.
والشعب الذي يفهم الصحافة على أساس إنها لسان حاله وإنها المنبر الذي يبث منه صوته ويعرض فيه مطالبه واحتياجاته هو الشعب الواعي المدرك لحقوقه وواجباته.. وحينما تدعو الصحافة إلي الإصلاح في أي قطاع فإنما تستهدف خدمة الشعب.
وعندما تتبني الحملة على قطاع معين فإنما تضع في اعتبارها مصلحة الشعب ممثلاً في غالبيته العظمي.مثال ذلك حملاتها في أزمة السكر.. والأسمنت. واللحوم. ولو سلمنا بقول الأستاذ المليباري بأن الصحافة ليس ميدانا لحملة على معين من القطاعات.فمعني ذلك أن تصرف الصحافة النظر عن معالجة أمثال هذه الأمور الحيوية الحساسة. التي تشغل أذهان المواطنين جميعا مثقفين وغير مثقفين.وفي مثل هذه الأحوال لا يجوز القول بأن الصحافة(صورة وخبر)ليس إلا.بل يتحتم على الصحافة أن تقوم بدورها الفعال كأداة معبرة عن الرأي العام.
أحمد المحمد الصائغ
معلومات أضافية
- العــدد: 5
- الزاوية: غير معروف
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.