كنت ألمس منذ أن بدأت تظهر آراء (العربي الملثم)ما يحمله هذا الكاتب من أفكار يحمل البعض منها سموماً ضارة بالمجتمع..ويلحق بعضها إساءة إلي سمعة بلادنا على نطاق السياسة الدولية!!

ولا أدري لماذا يصر الكاتب(عربي) على الاختفاء عن أعين القراء إذا كان حقاً يتمتع بالشجاعة الأدبية ويؤمن بصدق آرائه المطروحة للنقاش!!

من آراء (العربي الملثم)دعوته التي جاء بها عدد عكاظ 162 بتاريخ 6 محرم 1385 والتي طالب فيها بفرض ضرائب ورسوم جديدة على المواطنين!!

يقول الأستاذ صالح جمال رداً على الكاتب (عربي) في هذا الصدد:

هذا الشطر- يقصد المطالبة بالضريبة –جاء نشازاً ودعوة سافرة للإيقاع بين الشعب الوفي وحكومته الرشيدة"

وأنا أؤيد ما ذهب إليه الأستاذ صالح جمال بأن الرأي الذي طلع به علينا الكاتب المتحجب (عربي)لم يكن خاليا من الغرض والهوي..وأود إن أضيف انه ربما كان لعامل طلب الشهرة! أو الرغبة في تسليط الأضواء على الكاتب- الذي إما أن يكون ناشئاً أو صاحب قلم أعرض عنه القراء- دخل في ظهور هذا الرأي النشاز!!

وفيما يلي بعض الحقائق الموضوعية التي أرجو إن يستفيد بها الكاتب (عربي):

1- هناك نوعان من الضرائب:

أ- مباشرة: وهي المبالغ العينية التي تؤخذ على الدخول وهي عادة تكون نسبية وتصاعدية.

ب- غير مباشرة: وهي الرسوم بأنواعها ، ويتساوي في دفعها الفقير مع الغني.

2- قبل فرض الضريبة يجب أولاً معرفة أهدافها وأغراضها، فمن المعروف بداهة أن الدولة إنما تسن الضرائب لتغطي حاجات الميزانية العامة ..ودولة كأمريكا مثلاً تتجمع ميزانيتها الضخمة من الضرائب المباشرة، وبالطبع يجب أن نذكر بأن الحكومة الأمريكية ليست مالكة لثروات طبيعية في باطن الأرض ولا حتي فوق سطحها، كل شئ في أمريكا يملكه الشعب ، ومن كل شيء تملك الحكومة الأمريكية حصة شرعية تسمي "الضريبة"!!

3- إن إيرادات الدولة السعودية من البترول كافية لسد أبواب نفقاتها المختلفة، بل هي في الواقع أصبحت تفيض عن الاحتياجات العادية.

4- إن المصدر الرئيسي للدخل في بلادنا هو البترول، والبترول بيد الدولة ، بخلاف الدول الأخرى التي تعتمد في الحصول على الإيرادات الأساسية من الضرائب!!

5- اتجهت الحكومة السعودية إلي اتخاذ مختلف الوسائل لتشجيع القطاع الخاص لكي يشارك في مجال الإنتاج والمساهمة في تنمية موارد البلاد الاقتصادية والصناعية عن طريق إدخارات الأفراد التي توجه للإستثمار في قطاعات الصناعة والزراعة، ولو عن طريق شراء الأسهم في الشركات الكبيرة..

6- الحكومة السعودية تعمل دائما على تخفيف الرسوم عن كاهل المواطن بإعفائها الكثير من السلع الاستهلاكية وبإعانتها للمواد الغذائية والأدوية ، والحكومة السعودية تشجع رؤوس الأموال الأهلية بإعفاء معدات الإنتاج الصناعية والزراعية من الرسوم الجمركية، وهذا كله يعني أن خزينة الدولة ليست بحاجة إلي مزيد من الموارد تأتيها بواسطة فرض الضرائب على الشعب..