الشعور بالمسئولية
خبر بسيط في مظهره هام في مخبره نشرته هذه الصحيفة في إحدى زواياها كان له أشد الأسف والألم في نفسى.. يقول هذا الخبر أن الطلاب المستجدين بمعاهد المعلمين بمكة لم يتسلموا مكافآتهم عن الأشهر السبعة الماضية وهم متوسطو الحال ومغتربون مما اضطر بعضهم إلى الاستدانة من البقالات والمحلات التجارية الأمر الذي كان له أثره في انشغال الطلاب وانصرافهم عن التركيز في الدراسة.
هذا هو الخبر أضيف إليه خبرا مماثلا وهو أن بعض مستحقي الضمان في مكة لم يصرف لهم شيء من أول عام 1386ﻫ.
وأضيف إلى ذلك أيضاً بعض معاملات الذين يحالون على المعاش وتمضى شهور وربما سنوات دون أن يصرف لهم شيء.
كل هذه الأخبار مؤسية مؤسفة تحز في النفس إذ تصور المرء حالة طالب مغترب ينتظر مكافأته التي يعيش منها لا شهرا أو شهرين ولكن سبعة شهور فأكثر..
أو مستحق ضمان يعول نساء وأطفالا يعتمدون على الله ثم على هذه المساعدة الحكومية يمضي عام كامل دون أن يصرف له هذا المورد الوحيد!!
أو موظف في دنيا المراتب يصرون على إحالته على المعاش.. كان يعول أسرته من مرتبه الضئيل كاملا ثم يفاجأ بالإحالة التي يزيد مورده معها تضاؤلا ومع ذلك تمضي الشهور تلو الشهور وهو في الانتظار.
والموظفون المسئولون عن كل هذه العمليات تمر بهم الأوراق فلا يكلفون أنفسهم عناء الإطلاع على أول تاريخ لها ليعرفوا مدى البلاء الذي يحل بصاحبها كلما أبطأت عند أحدهم يوما.
فهل لهذا التهاون من آخر؟! هل من وازع أو رادع يبعث في نفوسنا الشعور بالمسئولية.. ولا أعني المسئولية أمام الرئيس أو رئيس الرئيس ولكني أعني المسئولية أمام الله.. أمام الذي لا يرضيه أن نتفرج على كرب الآخرين ونتسلى بالتطويح بمعاملاتهم إلى هنا وهناك نتعلل بأتفه الأسباب لنزيح المعاملة عن وجهنا.
وبعد فهل يفيد إخواننا طلاب المعهد أن تكتب الندوة تلك الكلمة وأن أكتب أنا هذه الكلمة؟! وهل يمكنهم صرفها أو تقديمها للبقال والتاجر لتصبيره عنهم؟! لا أظن.. ثم هل يكفي أن يصرف لهم الآن وبعد كل هذا الصبر شهر أو شهران أو حتى ثلاثة؟!
إن الدولة وجزاها الله خيرا، قد رصدت كل الحقوق والإعانات والمنصرفات منذ أول السنة المالية وكل تأخير بعد ذلك مصدره الموظفون المسئولون عن التنفيذ ولن يكفي أن يهتم معالي وزير المعارف فيأمر بالصرف بل أرجو من كل قلبي أن يحقق عن الأسباب ويجازي المتسبب والمقصر والمماطل في صرف الحقوق.
وهذا نفسه ما أرجوه من وزير العمل والشئون الاجتماعية فإن التربية على الشعور بالمسئولية والإحساس بالواجب أمر ضروري للسير ببلادنا نحو الكمال المنشود والله الموفق.
علامات استفهام
1- مشروع المتاجر التابع لمشروع توسعة الحرم ناحية باب الزيادة والدربية.. ألم يئن له أن ينتهي وقد طال عليه الأمد والناس في نفس الحاجة إلى هذه المتاجر.
2- مشروع فندق الأوقاف والمتاجر التابعة له وقد مضي عليه سنوات دون إنهاء بحجة أن خلافا وقع بين المقاول والأوقاف.. أما آن لهذا الخلاف أن يسوي وتستفيد الأوقاف والمواطنون من هذا الفندق والمتاجر التابعة له؟
3- مشروع بناية مكتبة الحرم التي تقرر إنشاؤها على أرض القبان أو دار أبي سفيان هو الآخر ما الذي دهاه؟!
هدمت المتاجر والمكاتب وسويت بالأرض ثم تركت لتمرح فيها بعض الحيوانات وتسرح!ثم أن هذا الموقع من الآثار الإسلامية التي يجب الحفاظ على ذكراها فكلنا نعرف مكانتها من التاريخ، إن دار أكرمها الرسول - عليه الصلاة والسلام - يوم فتح مكة فقال: من دخل المسجد فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن..هذه الدار جديرة بتكريمنا، جديرة بالمحافظة على ذكرى سماحة الإسلام مع أعدائه وخصومه.. جديرة بالإسراع في إعادة بنائها والحفاظ على اسمها واتخاذها مقرا لمكتبة الحرم كما تقرر من قبل اتخاذ دار الأرقم ابن الأرقم مقرا لمدرسة تحفيظ القرآن وإن كانت لم تفتح إلى الآن.
لقد شيد الشيخ عباس قطان – طيب الله ثراه مدرسة تحفيظ القرآن علي دار النبي – صلى الله عليه وسلم – أو مولد فاطمة كما كنا نسميه وشيد مكتبة مكة على مولد النبي فحقق لهما صيانة وحماية نسأل الله أن يجزيه عنهما أفضل الجزاء.
كما شيد السيد حسن الشربتلي مدرسة النجاح الليلية على مولد علي فبقي أثرا خالدا يذكر له دائما بالدعاء والثناء.
فهلا قامت وزارة الحج والأوقاف بالإسراع في إنشاء دار مكتبة الحرم على دار أبي سفيان صيانة لها وحماية واستيفاء لهذا الأثر الإسلامي؟
أرجو أن يوفقها الله وهو ولي التوفيق.
معلومات أضافية
- العــدد: 2507
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.