صحافتنا صحافة الحرية والنظافة
الذين يستمعون دائما إلى أحاديث سمو الأمير طلال ويجلسون إليه يعرفون في سموه الصراحة والجهر بالحق، وتلك هي السمة التي تجلت في حديث سموه الصراحة والجهر بالحق، وتلك هي السمة التي تجلت في حديث سموه إلى الندوة الذي أفضى به إلى الزميل الأستاذ أحمد طاشكندي ونشر بالعدد الماضي.
وآراء سموه التي أدلى بها عن ضرورة الإنسجام بين الحكومة والشعب لصالح الاستقرار وحرية الصحافة والأنظمة التي تساير العصر الحديث ولا تخالف الدين هي آراؤه المعروفة عنه خارج الحكم وما تزال آراؤه وهو داخل الحكم، وهو ثبات قلما يوجد فكثير من أولئك الذين يتحدثون عن الحريات وحقوق الشعوب ووجوب مسايرة روح العصر وهم خارج الحكم يتجاهلون كل هذه المبادئ عندما تتاح لهم فرصة العمل على تحقيق هذه المبادئ، إن لم يتنكروا لها.
وإذا كان سموه قد صرح بأنه غير راض عن الصحافة السعودية فذلك لأنه يريد لها تقدما وتطورا من الحسن إلى الأحسن لا لأن الصحافة السعودية اقترفت ما يغضب أو أنها لا تستحق الرضا. هذا ما أعتقده وأعرفه عن سموه..
أما الزميل الذي كان في مجلس سموه – وأنا لا أدري من هو – وقال: "إن جرائدنا أصبحت مجرد نشرات مطبوعة" أراه قد ظلم الصحافة السعودية لأن الصراحة والحرية والجرأة والنظافة والنزاهة التي تتوفر بحمد الله – ثم برعاية العاهل العظيم وحكومته لصحافتنا مفقودة في كثير من الصحافات العربية، والمادة التي تحملها صحفنا – على ضآلتها - يشعر القارئ أنها صادرة عن عقيدة وإيمان لا مسخرة ولا موجهة - وهي نعمة يجب أن نسجد لله شكرا عليها.
أما إذا كان الناقد يعني عدد الورقات وكثرة المواد وطريقة الإخراج ويريد أن يقارن بين الصحف السعودية والصحف الكبرى في البلاد الشقيقة فإنني أسأله كم عمر الصحافة السعودية بالنسبة لتلك الصحافات؟! وإلى أن تتقارب هذه وتلك في عمر الزمن يمكن المقارنة.
أما الآن وصحفنا تغذ في السير وتسابق الزمن وتتقدم صحفا كانت أمامها لتتركها خلفها.. في دول أسبق منا في هذا المجال.. أما الآن فإن من حق صحفنا أن تسمع مزيدا من التشجيع والحث والتقدير لكل خطوة تخطوها لا التثبيط والدفع إلى اليأس.
هذا ما تعقب به على كلمة الزميل الذي قال عن صحفنا أنها مجرد نشرات مطبوعة وسامحه الله وعفى عنه.
معلومات أضافية
- العــدد: 732
- الزاوية: كل صباح
- تاريخ النشر: 27/12/1380ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.