ثلاث نقاط في رسالة من قارئ
بين يدي رسالة من القارئ الكريم صالح إبراهيم فيها كثير من القسوة وكثير من التهجم ما كنت أود للقارئ الكريم أن ينزلق بها قلمه طالما أنه يناقش فكرة له فيها رأيه وللآخرين رأيهم وقد يكون رأيه الأصوب وقد يكون رأي مخالفه الأصوب والسباب والشتم لم يكن يوما من الأيام سلاحا من أسلحة الإقناع أو إقامة الحجج.
ومع ذلك فإني أمر على هذه النقاط من الرسالة مر الكرام وأناقش رأيه فقط.
1- مسألة المجرمين من أي جنس فإني أشاركه الرأي في وجوب ترحيلهم إن كانوا أجانب ومعاقبتهم بالعقوبات المشروعة بالنسبة لأبناء البلاد إن كانوا من أبناء البلاد ولا أظن أن أحدا يخالف هذا الرأي أما ما أخالفه الرأي فيه فهو مؤاخذة البريء بجريرة المجرم فإذا كان من بين المقيمين بيننا من يقترفون بعض الجرائم فإنه ليس من العدل أن ننزل العقوبة بجميع المقيمين أما الجرائم التي سردها القارئ العزيز وقال أنني إذا كنت أعلم عنها فتلك مصيبة وإن كنت لا أعلم فالمصيبة أعظم فإنني أستطيع أن أؤكد للقارئ العزيز بكل أسف إنني لا أعلم إلا عن اليسير عنها مما اسمعه فقط مجرد سماع إذ أنني لست من رواد تلك المجالات..
2- أما مسألة أن بعض المواضيع التي أثيرها تثير سخط البعض فإنني مقتنع أن رضاء الناس كافة غاية لا تدرك وأنني أقول ما أعتقد فيه الصلاح والخير وأنا بشر وكل رأي لي معرض للخطأ والصواب ومستعد للرجوع إلى الحق إذا اقتنعت به.
3- وثالثة النقاط التي أريد مناقشة القارئ الكريم فيها هي أنني لم أطالب بإبقاء الأجانب أبد الدهر وأرجوه الرجوع إلى سلسلة مقالاتي في هذا الموضوع. فسيخرج منها بنتيجة واحدة هي أنني أطالب بتنظيم الاستغناء عن الأجانب بالتدريج وبدون إحداث رد فعل وبعد القيام بإحصاء دقيق بحيث يتواجد من أبناء البلاد من يؤدي أى عمل يقوم به الأجنبي فيحل محله ابن البلاد دون مساس بمصالح أصحاب الأعمال الذين هم من أبناء البلاد أيضا وليس من العدل النظر إلى مصلحة طبقة دون طبقة فالوطن للجميع.
أما أن ننادي بترحيل العاملين بيننا من الأجانب في الحال بدعوى أنه يوجد من أبناء البلاد من يحل محلهم دون وجود جهة مسئولة عن سد هذا الفراغ الذي سيحدث.. تعتمد على إحصائيات وإمكانيات فإن ذلك نوع من الارتجال المقيت الذي يؤدي إلى أوخم العواقب.
هذا ما أردت أن يفهمه القارئ صالح إبراهيم وكل قارئ فهم ما كتبته عن الأجانب كفهم هذا القارئ وما على من أساء الفهم إلا أن يراجع ما كتبته كمجموعة ليرى حقيقة ما أدعو إليه.
وليثق القارئ الكريم الذي رجاني ألا أغضب من كلامه – وكل قارئ أنني لم أغضب ولن أغضب من أي مخالفة لرأيي ومستعد لنشرها ولن أغضب من السباب والشتم أيضا فقد وطنت نفسي منذ أن قذفت بها في هذه المهنة على الصبر وتحمل المكاره والله مع الصابرين.
معلومات أضافية
- العــدد: 456
- الزاوية: كل صباح
- تاريخ النشر: 13/2/1380ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.