من أهداف حراء الرئيسية إيجاد تجاوب بين الشعب والمسئولين والتعبير عن الآلام والآمال والأفكار التي تدور في الرؤوس وعلى الألسن بغية التقريب بين وجهات النظر والكشف عن الحقائق لتصحيح الإفهام.

وتحقيقا لهذا الهدف نشرت حراء عن كثير من الأخطاء الاجتماعية وهي بالطبع عندما تنشر عن شيء لا تسبقه بتحقيق كامل على الطريقة البوليسية مستوفياً لأدلة الإدانة وبراهين الثبوت فذلك غير متيسر لها وليس في مقدورها ولكنها تنشر ما تنشر وفي يقينها أنه الصحيح 90% فإذا كان ما بلغها فيه تحريف أو تضليل بنسبة 10% فإنه منقود بلا شك إذا توفر حسن النية نعتقد أنه متوفر فليس بين حراء وبين أحد عداوة شخصية.

وحراء عندما تنشر أية ملاحظة أو مطلب أو شكوى إنما تهدف إلي تصحيح الوضع أو الفهم؛ فإذا كان الملاحظة أو الشكوى صحيحة تنبه المسئولون إلي ذلك فصححوا الوضع وإذا كانت غير ذلك بادر المسئولون فيصحح الفهم وتنتهي المسألة عند هذا الحد فلا عداوة ولا انتقام ولا تشويش ولا تشويه..

ولكن بعض المسئولين رسميين وغير رسميين يضيقون ذرعا بما ينشر عنهم. إن صدقاً وإن كذباً ويأنفون من الإذعان للحق بتصحيح الوضع أو الدفاع عن الحق بتصحيح الفهم ثم يعبرون عن غضبهم على الصحيفة فيمنعون عنها إعلاناتهم كوسيلة مادية للانتقام.

نسوق هذا الكلام إلي أولئك الذين رأوا أن يمنعوا إعلاناتهم عن حراء كوسيلة من وسائل العقوبة مؤكدين لهم أن كل ما نشرته وتنشره إنما هو في صالحهم ومن أجل اطلاعهم على مشاعر الجمهور حيالهم لإتاحة الفرصة لهم كي يصلحوا الوضع أو يصححوا الفهم وأن هذه الوسيلة التي خالوها ناجحة لن تسكت حراء عن الجهر بالحق ما استطاعت إليه سبيلاً وهي تستمد من الله العون والرشد والسداد ونستعيذ به من هوى النفس وضلال العقل ومرض الغرض.