في الكلمة الرائعة التي تفضل حضرة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل، فأفتتح بها العدد الأول من "حراء" قال سموه ما معناه إن الصحافة. رسالة.. وهدف.. وجلد.. وقد ألمحت في كلمة مضت إلي أهداف حراء في إيجاز، أما الصبر والجلد فإننا قد وطدنا العزم عليهما، ونسأل الله أن يهبنا القوة عليهما.

بقيت الرسالة التي يجب أن نؤديها بأمانة كما يمليها علينا واجبنا الوطني ويرسمها ديننا الإسلامي صراحة في رفق ومداراة من غير ضعف ودعوة إلي الحق وتوخياً للصدق.

ولكي نتمكن من أداء هذه الرسالة كما رسمنا لها الخطوط وحددنا لها الوسائل فإننا في حاجة إلي كثير من عون المسئولين عن أحوالنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إننا في حاجة إلي صدور رحبة تتقبل منا ما نقوله من أجل المصلحة العامة ومناقشتنا ومقارعة الحجة بالحجة والوصول إلي الحقيقة التي هي بنت البحث كما يقولون - والتي ينشدها الجميع، فليس بيننا وبين القائمين على مصالح الجمهور ثارات وإنما هي الرسالة التي رضينا أن نتحملها تجعلنا نعرض أنفسنا لسخط هذا أو ذاك من المعارف والأصدقاء عن طيب نفس قد يعود علينا بالخسارة في مصالحنا الخاصة من أجل الصالح العام.

وحاجتنا الثانية أو الجزء الثاني من رسالتنا هو إيجاد صحافة صحيحة تنشر الفضائل وتحارب الرذائل، وتعني بتطور أحوالنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية يجد فيها القارئ أخبار بلاده من أقصاها إلي أقصاها وصوراً لتطورها في مضمار التقدم، فالصحافة الحديثة صورة وخبر.

ولكي نتمكن من أداء هذه الرسالة نرجو من المسئولين أن يتقبلوا ملاحظاتنا بصدور رحبة وأن يولوها شيئا من اهتمامهم وعنايتهم وأن يوافونا بأخبار الوزارات والمصالح وما يعملونه في الخفاء بتوجيه من جلالة الملك المفدى في سبيل النهوض بجميع المرافق الحيوية في البلاد ومتابعة الحضارة في شتي الميادين.

هذا ما نرجوه من المسئولين وقد عقدنا العزم على أن ننوب عن الجمهور في وضع شكاواه وعرض ملاحظاته تحت أنظارهم؛ وغايتنا خدمة الملك والوطن، والله من وراء القصد.