القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 185 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 20 سبتمبر 2011 18:50

ظاهرة جديدة جديرة بالاهتمام

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

في مجتمعنا هذه الأيام ظاهرة جديرة بالبحث والعلاج لأن في السكوت عليها تشجيع للاستمرار فيها، ونتيجة الاستمرار فيه خروج على تقاليد ديننا وعاداتنا الموروثة.

هذه الظاهرة هي التقليد الأعمى من بعض شبابنا أو فتياتنا على الأصح لأنني أعتقد أن من بلغ منا سن الشباب لا يأتي مثل هذا العمل الشائن.

تعمد بعض الصحف والمجلات العربية لاجتذاب القراء بطرق منها الصور الخليعة، ومنها جوائز اليانصيب ومنها الأسئلة والأجوبة النفسية والجنسية والطبية والاجتماعية ومنها رسائل التعارف.

وهكذا يصبح قراء الصحف والمجلات ليسوا قراء لمجرد القراءة والاستفادة الأدبية بل تجد أكثرهم من أصحاب الهوايات الخاصة.

ولقد كفاني مؤنة الحديث عن كل هذه الطرق الملتوية لاجتذاب القراء كتاب آخرون في مقدمتهم كاتب الأحاديث المتعة التي توجها رئاسة هيئات الأمر بالمعروف عن طريق هذه الصحيفة كل أسبوع عدا طريقة واحدة - كما أظن - هي طريقة التعارف التي تفسح لها بعض المجلات صفحات منها ليتعارف على صفحاتها أو بواسطة صفحاتها شاب وشابة وفتى وفتاة لا تجمع بينهما قرابة ولا صلة رحم بل لمجرد قتل الوقت وإشغال الفراغ بلهو الحديث.

منذ مدة وأنا أقرأ لبعض شبابنا أو فتياننا - على الأصح - في بعض الصحف العربية على صفحات التعارف إعلانات على أنفسهم فهذا يعشق الأدب والثاني يهوى الرياضية والثالث مغرم بجمع الطوابع إلخ وكلها أوصاف لا غبار عليها ويمكن أن تكون إلا أن هذه الإعلانات قد تطورت في اللحظة الأخيرة وأصبحت إعلانات عن طلب مراسلة أصدقاء من الجنسين..- أي والله – هكذا من الجنسين وقد بلغت ببعضهم الجرأة على الكشف عن خبيئة نفسه فقال إنه يطلب مراسلة صديقة!!

كلنا يعرف أن تقاليد ديننا وعادات مجتمعنا لا تبيح الجمع بين الذكر والأنثى في صداقة إلا في حالة واحدة.. هي حالة الزواج.

وكلنا يعرف أن صلة الشاب بأجنبية عنه محرمة شرعاً ويعاقب عليها القانون. وكلنا يعرف أنه لا فائدة ترجى من إيجاد علاقة بين فتى هنا وفتاة هناك.

فماذا يبغي هذا "الدون جوان" من إيجاد صداقة بينه وبين فتاة تفصل بينه وبينها آلاف الأميال بل ملايينا كما تفصل بينه وبينها عادات وتقاليد بعيدة عن بعضها كل البعد.

إنه سيطلب منها صورتها أولا.. ثم يرسل إليها صورته ثم يبدأ التعليق على الصورتين.

سيقول لها إنه أغمى عليه أو كاد عندما وقعت عيناه على الصورة وإن كان يعتقد أنها هي أحلي من الصورة بمئات المرات.

وسيقول لها في رسالته أنه موظف بوزارة كذا من باب الإيهام بأنه موظف كبير وإن كان في الواقع كاتباً بسيطاً أو ساعياً.

وسيقول لها أنه من أسرة عريقة في النسب والثراء على طريقة الثلاثة الذين خدعوا مدير شرطة الحجاج عندما ضبطهم ليلاً فانشدوا شعراً افتخروا فيه بآبائهم فأحدهم ابن من دانت الرقاب له والثاني ابن من يأكل الناس على مائدته وعندما أصبح الصباح أسفر التحقيق عن أن احدهم ابن حلاق والثاني ابن فوال والثالث لا أذكره.

سيعمد هذا الدون جوان إلى جميع كتب الإنشاء فيختار منها أشعار الغرام وقصائد الهيام وتعبيرات الوجد وصيغ الشوق ليصبها في أذن صديقته الجديدة.

وستكيل له هي الكيل كيلين والصاع صاعين ويظل صاحبنا "البوسطجى" المسكين هنا وهناك يضيع أوقاته ويتعب عضلاته من أجل إيصال هذا الهراء ليصبح تحت أعين هؤلاء السخفاء.

إن رسائل التعارف معروفة في الأدب القديم ولكنها كانت تبحث دائما شئوناً عامة وتبادلاً في الرأي بما يعود على المتراسلين أو بلاديهما أو شعبهما بالنفع فهل أقفرت الدنيا من الشبان الذي يمكن لشبابنا وفتياتنا تبادل الرسائل معهم حتى راحوا يبحثون عن شابات وفتيات لمراسلتهن.

إنني اعرف صحيفة عربية أغرتها سذاجة بعض الناس عندنا فراحت ترسل كل سنة مندوباَ عنها يقيم هنا شهوراً فيتصل فيها ببعض المحلات التجارية ويبتز منها مبالغ كثيرة مقابل كلمة ثناء مصطنعة يكتبها عن صاحب المحل التجاري ومحله وصورته في مجلته موهماً هذا الساذج أن مجلته رائجة وتوزع آلاف النسخ هنا وفي البلاد العربية مع أن هذه الصحيفة في الواقع لا يوزع منها في مكة من أقصاها إلى أقصاها أكثر من عشرين نسخة نعم عشرين نسخة..

ثم يطوف بالدوائر الحكومية ويقتنص منها الشبان البسطاء ويوهمهم انه سينشر صورهم بصحيفة مع كلمة سترفع من شأنهم وتعلي مراتبهم وتجعلهم في مصاف العظماء وينعتهم بأحسن الصفات وأكرم الأخلاق كل ذلك بثمن بخس هو اشتراك في مجلته.

وإذا استعرضنا ما نشره في صحيفته عن هؤلاء وأولئك لوجدناه أضفي على جميع التجار الذين دفعوا أوصافاً متقاربة تتلخص في أنهم جميعاً أمناء مشهورون وكرام أخلاق ولهم أثر كبير في إنعاش اقتصاديات البلد وموضع تقدير واحترام جميع مواطنيهم.

ثم قال عن أولئك الشبان البسطاء الذين استطاع أن يخدعهم ويخرج ما في جيوبهم كلاماَ متشابها في المعني مختلفاً في اللفظ لا يخرج عن أن يكون كل منهم: شاب ظريف موظف بوزارة كذا يهوى الموسيقي والشعر والأدب والرياضة.

ومن العجيب أن هذا المندوب ينقض على فريسته بصورة خاطفة لا تدعها تستطيع التفكير فتدفع بدون تردد إذ حدثني واحد من ضحاياه أن هذا المندوب لم يكد يفرغ من حديثه معه إلا ويشعر أن يده – بحركة آلية - قد أدارت مفتاح الخزينة الحديدية وأخرجت منها مائة ريال ودفعتها إليه حالاً ولم يعد إلى صوابه إلا وقد غاب المندوب عن أنظاره في زحمة الناس.

والذي يحز في النفس ويبعث على الأسف أن هؤلاء الشبان أو الفتيان الذين يطلبون مراسلة صديقات في البلاد العربية يعيشون في مكة... مكة معقل الدين ومهوى أفئدة المسلمين.

فيا رجال الغد

احذروا التقليد الأعمى.. احذروا هذه السموم التي يقدمها لكم الاباحيون في أكواب من عسل .. احذروا هذه المفاسد التي يقذفكم بها الانحلاليون باسم التمدن والتقدم فإن من سبقكم إلى الأخذ بهذه المدنية المزعومة أصبحوا يعضون أصابعهم من الندم.

يا رجال الغد

تمسكوا بتعاليم دينكم وطيب تقاليدكم وكريم عاداتكم وعضو عليها بالنواجذ.

­«قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون» صدق الله العظيم

معلومات أضافية

  • العــدد: 1375
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا