أجل إنها بشرى عظيمة تلك التي زفها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء عن قرب قيام مجلس للشورى يساند مجلس الوزراء وهو ما كنا نتطلع إليه منذ زمن طويل. لا للأخذ والرد والمناقشة البيزنطية والمجادلات الفارغة التي نسمع ونقرأ عنها في المجالس المشابهة ولكن نريده للمساندة التي أشار إليها سموه فالوزراء مشغولون بأعمال وزاراتهم ومتطلباتها اليومية مما لا تسمح لهم بالدراسة والبحث والتدقيق فيما تحتاجه البلاد من أنظمة وقوانين وإصلاحات والاعتماد على عدد محدود من المستشارين – وخاصة غير السعوديين – لا يحقق إيجاد الأنظمة التي توافق بيئتنا ومجتمعنا وتقاليدنا وعاداتنا، والأنظمة التي يمكن تطبيقها في بلد عربي قد لا يمكن تطبيقها في بلد آخر.. واحتكاك الآراء المخلصة لا شك أنه يؤدي إلى الخير.

غير أن هناك تساؤلاً يردد على الألسنة وفي الرؤوس. أين سيكون مقر هذا المجلس؟ ونحن نتمنى أن يكون بمكة المكرمة فقد استأثرت الرياض بشيء من بواعث التطور والنمو واستأثرت جدة بمثل ذلك وتأخرت مكة كثيراً حتى بعض الوزارات عندما تفتح فروعا أو مكاتب رئيسية تفتحها بجدة.

إنها مكرمة سيتذكرها الأجيال لصاحب الجلالة الملك خالد وسمو ولي عهده الأمين أن يقوم مجلس الشورى الجديد في مكة المكرمة كسلفه الحالي فنبعث من حياتها ما كاد يضمحل ويعيد إليها الحركة والاهتمام وخاصة إذا أضيف إلى ذلك قيام جامعة مكة المكرمة أو جامعة أم القرى والله من وراء القصد.

اليوم الدراسي الكامل

لا أدري إلى متى سنظل وأولادنا حقل تجارب في مناهج الدراسة وأوقات الدراسة فبينما أولياء أمور الطلاب والطالبات الآن في هرج ومرج وحيرة لما اصاب أولادهم من تقصير من المقررات الجديدة التي أشرت إليها في كلمة سابقة..

بينما هم في تلك ولم يفيقوا تفاجئهم إدارة التعليم بأن النية متجهة وقريباً جداً إلى تطبيق اليوم الكامل في المدارس. ونحن لا ندري ولم نقرأ عن الجدوى من اليوم الكامل في الدراسة ومردوده على مستوى التعليم ولكننا ندري أن وزارة المعارف عندنا سبق أن قامت بتجربة مشابهة حينما جعلت الدراسة على فترتين صباحية ومسائية وفشلت التجربة بسبب عدم استعداد الطلاب والمدرسين إلى القيام بأي عمل بعد الظهر نتيجة لجو بلادنا أولاً وعاداتنا ثانياً من الخلود إلى الراحة والنوم بعد الظهر حتى تعودت أجسامنا على ذلك.

وإذا كان الهدف من البقاء بعد الظهر في المدارس هو ممارسة بعض الأنشطة المدرسية فإنه هدف – في نظرنا – لا يستحق قلب نظام حياة المدرسين والطلاب بهذا التغيير الذي ربما كان ضرره أكثر من نفعه.

أعتقد أنه قد آن الأوان كي تكون لنا مناهج ثابتة ودائمة ننشئ عليها أولادنا وحسبنا ما مضى من تجارب سواء كان في المناهج أو الامتحانات أو أوقات الدراسة.

وأرجو من جميع رجال التربية والتعليم عندنا أن يشاركوا بالرأي في هذا الوضع الذي نسير عليه وأثره على نتائج التعليم عندنا.. وأن يقولوا كلمتهم ولو كانوا موظفين في وزارة المعارف لأن المسألة أخطر من أن نخشى فيها لومة لائم والله الموفق.

على الهامش

علبة الكعك التي تقدم ضمن الوجبة الغذائية لطلاب المدارس رديئة الشكل والطعم ليت المسئولين عن الوجبات الغذائية بالمدارس يكتبون عن ذلك لوزارة المعارف لابدالها بقطعة كيك طازجة مصنوعة محلياً تقدم في نفس اليوم ملفوفة في ورق سولفان بدلاً من العلبة الصفيح.