القرارات الحكيمة التي اتخذها مجلس الوزراء واقترحتها وزارة التجارة لتنظيم توزيع الأسمنت جاءت في وقتها المناسب إن لم تكن متأخرة فقد ارتفع سعر الأسمنت في الأسواق ارتفاعاً جنونياً تجاوز الضعف، الأمر الذي أغرى بزيادة المتاجرة به في السوق السوداء وضاعف من بذل الوساطات للحصول على أية كمية لبيعها والاستفادة من فرق السعر الذي أصبح يمثل ربحاً وفيراً.

والشركة أو شركات الأسمنت عموماً في نظري لم تقصر في اتخاذ كل الوسائل لإيصال الشئ إلى مستحقيه.. ولكن بعض الضمائر المريضة أفسدت كل إجراء والشركات نفسها أصبحت محرجة أمام الوساطات والوجاهات والمراكز التي استغلها بعض ضعاف النفوس على حساب المحتاجين فعلا للأسمنت فاشترى المضطر بالثمن المضاعف وتوقف غيره إلى أجل غير مسمى.

لقد سبق لي أن اشتركت في لجان توزيع الأسمنت بمكة ولكن أولئك المرضى استطاعوا أن يعجزوا اللجان بطرقهم الملتوية واستغلال الرخص القديمة وتجديدها بل وتوقيف عمائرهم وبيع الأسمنت واغتنام الربح.

وهذا ما يلاحظ الآن عند مكاتب شركات الأسمنت.. فإن الحاصل على الكمية يبيعها على باب الشركة ويقبض الربح حالاً وما أكثر هؤلاء المتسببين الذين هم في حقيقة الأمر سبب هذه الأزمة.

حتى بعض المستوردين عندما وصل الأسمنت من الخارج رفعوا سعره ليقارب ما يباع في السوق السوداء من باب انتهاز الفرصة وشدة الطلب.

إننا نرجو من لجان التوزيع التنبه لما يفعله ضعاف النفوس فيسيئون إلى الأكثرية وإلى البلاد بشل حركة العمران من أجل بضع ريالات يصرفونها في توافه أمورهم مستغلين فرص معرفتهم بفلان أو صلتهم بعلان.

فالمسألة تحتاج إلى بحث وتدقيق وتعقيب ولو بطرق سرية لمعرفة هؤلاء المتاجرين ومعاقبتهم وحرمانهم من هذا الربح الحرام الذي يلحق بالاحتكار والاستغلال المحرمين شرعاً.

ونسأل الله لها التوفيق.

من مطالب القراء:

مواطن رمز لنفسه بـ - ط. م – يقول تعليقاً على كلمة سابقة عن خطبة الجمعة بأنه صلى خلف إمام في أحد المساجد بالطائف ورغم صوته الجهوري كان يغلط أغلاطاً شنيعة في لفظ بعض الآيات من قصار السور..

فإلى وزارة الحج والأوقاف أهدي هذه الملاحظة لعلها تبعث بمراقبين بين الحين والآخر إلى المساجد لتقديم تقرير عن الأئمة وقراءتهم ومتابعة ذلك..

كما يقول نفس المواطن أن خط البلدة المخصص لمحلة الخانسة رقم 2 يدور دورة طويلة حتى يصل إليها لأنه لا يأتيها من أبوابها ولكن من ظهورها ويطلب من المرور وضع ترتيب جديد مريح.. فإلى قيادة المرور نهدي هذه الملاحظة.