استطلاع عصور قرأته منذ مدة في مجلة العربي عن مطاحن الدقيق التي أنشئت بالكويت فقضت على الشكوى المريرة من سوء أحوال الدقيق المستورد وأصبح الأخوة بالكويت ينعمون بخبز مصنوع من أجود أنواع الدقيق بل ويعرضون تصدير فائض الدقيق إلى البلدان المجاورة.

هذا الاستطلاع لا أظنه فات معالي الصديق الأخ الشيخ محمد العوضي وزير التجارة وهو العارف أكثر مني ما نشكوه نحن أيضا من أوضاع الدقيق المستورد وكيف أن معظمه ضئيل المحتوى من البروتينات إلى درجة تجعله عديم الفائدة في غذاء بني آدم باستثناء قلة من المستوردين يستوردون الدقيق الصالح لتغذية الآدميين نظرا لارتفاع سعره وتنافس التجار على الأرخص.

هذا بصرف النظر عن سرعة التلف والعطب والفساد والسوس الذي يعتري هذا الصنف الرديء من الدقيق فنضطر إلى أكل الخبز مرا، صافيا أو مخلوطا، وخاصة عندما يتأخر وصول البواخر أو يقوم إضراب في أحد موانئ الشحن.

كما أعتقد أن هناك مشروعا لإقامة صوامع غلال سبق النشر عنه من سنوات أي أن الوزارة تفكر في تأمين الحبوب مخزونة محليا لضمان التواجد وعدم التأثر بالأزمات والظروف الطارئة.

ومشروع المطاحن وإن كان مشروعا أهليا فإنه يعد مكملا لمشروع الصوامع الحكومي وتبنى الدولة له يشجع رأس المال الوطني للمساهمة في مثل هذه المشروعات الحيوية وهذا ما فعلته دولة الكويت إذ طورت المطاحن إلى مصانع للبسكويت والمكرونة والشعرية والخبز النموذجي.

فهل لنا أن نطمع في معالي الوزير أن يسرع بنا لإخراج مشروع صوامع الغلال والمشروعات المكملة له لما في ذلك من قضاء على هذه الشكوى الدائمة من رداءة الدقيق أحيانا وارتقاء أسعاره أحيانا أخرى؟!

نرجو ونسأل الله له التوفيق.

الوجبة الغذائية للطلاب

من الأخبار الصحفية المنشورة في الأسبوع الماضي أن لجنة في وزارة المعارف تدرس موضوع تأمين وجبة غذائية لطلاب المدارس وهي فكرة جميلة تستحق الإشادة والتأييد ألا أنه ينبغي أن يسبقها دراسات وأبحاث لتأمين أشياء أولى وأهم ويجب أن تأتي في المرتبة الأولى.

من تلك الأشياء استكمال أثاث المدارس وتوفير المياه المثلجة للطلاب والطالبات وتحقيق تهوية باردة في الصيف – وأكثر أيامنا صيف – والحمد لله – أن حقيق هذا الجو – في نظري على الأقل – ينبغي أن يسبق التفكير في تأمين وجبة غذائية لأن تحقيق الجو النفسي المريح للطالب والطالبة أحب إليه من تأمين الجو البطني.

فهل لنا أن نطمع من معالي الوزير الشاب أن يتفضل فيعطي هذا الموضوع الذي أشرنا إليه الأولوية على الدراسة والتحقيق ثم يجرى الانتقال إلى مرحلة الوجبة الغذائية.

نرجو وفي اعتقادنا هو أهل لذلك.