· تلقت "عكاظ" سطوراً جديدة تتضمن حواراً يجدده الكاتب الأستاذ "صالح محمد جمال" عن نظام المؤسسات الصحفية. تنشره هنا تطلعاً إلى التوصل لجدوى الحوار الهادف والموضوعي، وتأكيداً لحرية النشر التي التزمت بها عكاظ.. مرحبين بالكاتب دائماً:
· ما كنت أود أن أدخل في النقاش الدائر بين الأخوة السيد هشام علي حافظ والسيد عبد الله عبد الرحمن جفرى عن صحافة الأفراد وصحافة المؤسسات لأنني من أفراد صحافة الأفراد.. وأخشى أن أتهم كما اتهم أخي الأستاذ هشام حافظ، ولكن الأستاذ الجفري استمر في النيل والتنديد بصحافة الأفراد ومع ذلك ما زلت عند موقفي لا أريد الكلام في هذا الموضوع بتوسع لما يثيره من حساسيات وأوثر أن أترك الكلام للمنصفين من القراء ممن عاشوا العهدين وأدع الحكم للتاريخ.
ولكني فقط أريد أن أسأل: كم استغرق تطوير الأستاذ السباعي لجريدة الندوة من أسبوعية إلى نصف أسبوعية إلى يومية ؟ سنة.. اثنين.. ثلاث لا أظنها أكثر من ذلك.
ثم حراء كم سنة استغرق تطويرها من يومية إلى أسبوعية؟ وكم سنة طبعت في مطابع الأصفهاني ثم أنشأت لها مطبعة خاصة؟!
لقد صدرت حراء أسبوعية في جمادي الأولى 76 هـ أسبوعية وبقيت تطبع في دار الأصفهاني إلى 30 شوال 77 ﻫ حيث صدرت يومية وطبعت على مطابعها الخاصة وكان يملكها فرد واحد محدود الطاقة والقدرة المالية.
ثم ما هي متطلبات تحويل صحيفة أسبوعية إلى يومية في عصر طفولة الصحافة يوم صدرت الندوة وحراء قبل أن يكون هناك وعي إعلان أو معلنين أو حتى إعلانات حكومية تذكر.. وما هي متطلبات تطوير صحيفة بزيادة صفحاتها أو ملحقاتها؟!
وسؤال آخر، من هم رجال صحافة المؤسسات ومسيريها أليسوا هم رجال صحافة الأفراد ومسيروها باستثناء أصحابها أو بعض أصحابها على الأصح؟
ثم ما هي مرحلة التوقف في الصحافة؟ أهي مرحلة صحافة الأفراد التي كانت تلاحق الزمن وتخطو سريعا بعد ولادتها طفلة حتى أن أول مطبعة "دوبلكس" وصلت المملكة كانت مطبعة جريدة الندوة في عهد الأفراد؟ أم هي مرحلة صحافة المؤسسات التي بدأت شابة فتية ثم ظلت أكثر من عشر سنوات لم تؤسس واحدة منها مطبعة خاصة بها باستثناء جريدة الندوة.
أما عن الربح الفردي أو الربح الجماعي الذي كان عقدة العقد في السعي لتحويل الصحافة فإنني أريد أن أسأل أيضا: هل وزعت جميع المؤسسات الصحفية أرباحا على مساهميها نعم الخير الذي كان خاصا وما هي نسبة الربح؟ وقد مضى على قيامها أكثر من اثنى عشر عاما.
وما أريد أن أتحدث عن المطالبات المستمرة للإعانة الحكومية في عهد المؤسسات ونقص الورق من حين لآخر والتقليل من الطبعات ورفع أسعار الصحيفة أكثر من مرة الأمر الذي لم يحدث في عهد الأفراد.
وهل حقا تعتبر الصحافة ناشئة في فترة ما قبل المؤسسات وما هو دليل الفشل؟
أسئلة أرجو المنصفين من القراء والكتاب الذين عاصروا العهدين أن يجيبوا عليها وسامح الله أخونا الجاري ومن يشايعه ممن يكتمون الحق وهم يعلمون.