الأحد, 07 أغسطس 2011 21:24

[ الحجاج والمطوفون..]

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

المقال التحليلي الرصين الذي نشره الأخ الأستاذ فؤاد عنقادى بهذه الصفحة كان موضع إعجاب وتقدير الكثيرين ممن يفهمون حق الفهم حقيقة مهنة الطوافة لما اتسم به هذا المقال من فهم عميق وإدراك كامل للخدمة  التي يؤديها المطوف ليس للحاج وحدة فحسب ولكن للدولة أيضاً ممثلة في الحكومة والأرض والشعب فعندما اختلت مهنة التطويف خلال العامين الماضيين وفي العام الأخير أكثر فقد شاهد الناس جميعاً ماذا جرى للحجاج وما لاقوه من المتاعب وكيف تضررت البلاد في سكناهم بالشوارع وما عانته الحكومة من جراء هذا الوضع كل هذا نتج عن انفلات بعض الحجاج عن مطوفيهم وليس كلهم فكيف يكون الحال لو انفلت الجميع؟!

وليس القول بإلغاء الطوافة قولاً جديداً ولكنه تكرر ممن لا يفهمون شيئاً عن مهنة المطوف ولكن المغفور له الملك فيصل طيب الله ثراه كان مدركاً لأهمية وجود المطوف وكان يرفض مثل هذه الاقتراحات ويطلب من المطوفين أنفسهم إصلاح الوضع السيئ الذى نشأ عن تدخل السماسرة منذ بدء تدهور الوضع ولكن إخواننا المطوفون سامحهم الله – كانوا يصمون أذانهم عن هذه الدعوة الكريمة وكان كل واحد منهم يريد الإصلاح على أساس مصلحته الشخصية لا المصلحة العامة.

إننا مع الأستاذ العنقادي أن انفلات الحاج عن مطوفه في السنتين الأخيرتين هو السبب في تدهور الوضع وأن إعادة ربط الحاج بالمطوف لمصلحة الحاج قبل كل شىء وضبط للخدمة وهذه الإعادة تتوقف الآن على استيفاء أجور السكن من الخارج أومن مدينة الحجاج بجدة على الأقل وإن كنا نقترح أن تكون أجرة السكن يجب أن تكون محمولة مع الحاج على صورة شيك منفرد من بلده إلى جدة حيث تدفع إلى مكتب الوكلاء الموحد ضماناً لوصولها في الوقت المناسب لتسديد المطوف هذه الأجور إلى أصحاب المساكن.

إن تحديد أجور السكن واستيفائها من الحاج قبل وصوله إلى مكة أو المدينة أصبح في نظرى على الأقل – ضرورة واجبة بعد هذا الذي رأيناه في موسم الحج الماضي من لجوء الكثير من الحجاج إلى الإقامة في الشوارع معرضين أنفسهم لخطر السيارات والتلوث ومسيئين إلى البلاد والمطوفين الذين اتهموا بالباطل بأنهم تركوا حجاجهم بالشوارع مع أن الحجاج أنفسهم هم الذين آثروا الإقامة فى الشوارع لأن ذلك يوفر عليهم أجور السكن بل ويجعلهم أقرب إلى المسجد الحرام طالما اتسعت لهم الأرصفة والميادين وأبواب المسجد بل وأطراف المسجد الحرام.

قد يعترض بعض الناس على أن بعض الحجاج فقراء لا يستطيعون دفع أجور سكن فهل نمنعهم من الحج؟!

وردنا على من يعترض أن إقامة مدينة حجاج لهذا الفريق من الحجاج اقتراح وارد وإذا كان الحج فريضة فليس فرضاً أن يسكن الحاج بجوار المسجد الحرام وفي إمكان من يسكن بعيداً عنه أداء جميع المناسك دون حاجة إلى السكن قرب المسجد الحرام فمن كان راغباً في السكن بجوار المسجد الحرام والاستمتاع برؤية البيت خمس مرات في اليوم عليه أن يستعد بدفع تكلفة ذلك. ومن كان عاجزاً فلا عليه أن يؤدى مناسكه من حيث يسكن.

والله الملهم للصواب.

معلومات أضافية

  • العــدد: 7
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
الذهاب للأعلي