الأربعاء, 07 سبتمبر 2011 11:22

المتشبهون بالنساء

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

عجبت لكلمة نشرتها مجلة اقرأ بتوقيع (أحدهم) ينتقد فيها هيئات الأمر بالمعروف ويعتبر عملها في محاربة الخنفسة التي انتشرت عندنا بعد انتشارها في بعض البلاد المجاورة.. يعتبر عملها هذا من قبيل (الفاضي يعمل قاضي) ويعلن معارضته لهذا الإجراء لخلوه من النص والسند والقياس ومجافاته لروح الإسلام على حد تعبيره.

وليس مهما أن يعارض ذلك أو يخالفه فهو حر ولكن المهم أن يقول الكاتب العزيز أن هذا العمل من الهيئة لا نص له ولاسند ولا قياس بل يمعن في النكران فيقول أنه مخالف لروح الإسلام.

والحقيقة التي نرجو أن يعرفها الكاتب الكريم أن ما تقوم به الهيئة المحترمة من محاربة هذه الرذيلة رذيلة الخنفسة التي هي نوع من تشبه الرجال بالنساء وليس إطالة الشعور والسوالف فحسب لأن الهيئة – كما نعرف – لا تحارب إطالة الشعور والسوالف ولكنها تحارب الشعور المطولة على تسريحات نسائية مشفوعة بالماكياج والقمصان المخنصرة والملونة والمبدعة في المظهر.

هذا العمل له أكثر من سند ونص بل هو واجب كل مسلم إنكاره ويكفي أن أسوق له هذا الحديث الصحيح (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء إلخ).

نعم ليس هذا واجب رجال الهيئات وحدهم بل هو في نظري واجب الآباء.. واجب المدرسين.. واجب مديري المدارس وإن كنت أعتبر الآباء هم المسئولون في الدرجة الأولى فهم أول من يرى على أولادهم بدء ظهور الخنفسة ولا يكلفون أنفسهم سؤال أبنائهم ماذا يريدون بهذا التشبه بالنساء.

نحن لا نعارض التأنق والتجمل فذلك مطلوب محبوب ولكننا نعارض الميوعة والكشف عن النحور والصدور وتزيينها بالسلاسل وتزيين الأيدي بالأساور وتسريح شعر الرجل كتسريحات المرأة وارتداء القمصان والبنطلونات المحزقة كالتي تلبسها النساء لإبراز مفاتنهن لأزواجهن وليس للذئاب الجائعة في الشوارع.

وهذا ما نعتقد أن هيئات الأمر بالمعروف تحاربه وعندها ألف دليل ودليل على ضرورة محاربته ولا تثريب على دوائر المرور والمدارس والجامعات إذا هي ساعدت هيئات الأمر في هذه المهمة.

أما قول الكاتب الفاضل أن هذا العمل من الهيئة مجافيا لروح الإسلام فإنه قول جانبه الصواب وقد كان استناده إلى توجيه العزيز الحكيم (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

فإننا نرد عليه بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له مراتب أضعفها مرتبة القلب وأعلاها مرتبة الضرب وأوسطها مرتبة اللسان وما تفعله الهيئة بين المرتبتين الوسطى والعليا وذلك من روح الإسلام وليس مجافيا له والله الملهم للصواب.

اتقوا الله.. مرة أخرى

مرة أخرى اتقوا الله أيها المقاولون.. واتقوا الله أيها الموظفون المسئولون عن هذه الأعمال التي تأتمنكم الدولة عليها وتدفع لكم عنها أكثر مما تستحقون ومع ذلك لا يمضي عليها يسير وقت إلا وقد خرب منها ما قد خرب وتصدع ما قد تصدع.

قبل شهور تصدع جسر العدل المؤدي إلى الطائف ولما يمضي على استلامه من المقاول أكثر من عام وجرى قفله ثم جرى ترميمه ولا يعلم إلا الله متى يتصدع أو ينهار!!

والآن وعلى أثر مطر خفيف تصدع نفق العدل بالمعابدة وجرى تحويل السيارات عنه وهو الآخر لم يمضي على استلامه أكثر من عام وبدأت أمانة العاصمة في ترميمه.

أما الشركات فقد حولت الشوارع كلها إلى حفر ومطبات تتعثر فيها السيارات وبصورة يحزن لها القلب وتدمع العين على هذه الأموال التي تنفقها الدولة بسخاء في سبيل راحة المواطنين فيهدرها هؤلاء الذين لا يخافون الله ويستعجلون الثراء.

تحية كريمة

تحية كريمة إلى الكاتبة المؤمنة نورة الملصي التي نرجو أن تكون أسوة حسنة لكاتباتنا فقد لمست الجرح الحقيقي لمأساة الانحراف في مجتمعنا وتشبه رجالنا بالنساء ونسائنا بالرجال حتى اختلط الحابل بالنابل فأكثر الله من أمثالها.

معلومات أضافية

  • العــدد: 107
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
الذهاب للأعلي