الأربعاء, 07 سبتمبر 2011 11:15

الطلاب والوجبة الغذائية

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

بينما تضج البلديات وتمتلئ مرامي القمامة بعلب الوجبات الغذائية نتيجة لرفض الطلاب لأكثر أصنافها يطلع علينا الأستاذ ضرار القصير بتقرير – أسماه تحقيقاً – عن الوجبة الغذائية في المدارس مؤكداً أنه لم تحدث فجوة بين الطلاب والوجبة الغذائية ذاكراً أن من حسنات هذه الوجبة أنها قضت على ظاهرة النوم عند الطلبة وجعلت ذهنهم متيقظا وذلك على صفحات جريدة الرياض الغراء الصادرة بتاريخ 13/6/98 مع أن الفجوة ظاهرة وقائمة ولولاها لما رفض الطلاب هذه الوجبة. البعض قذف بها في نفس المدرسة والبعض حولها والبعض الثالث استحى ونقلها إلى بيته ليقذف بها هناك.

ونحن لا نختلف مع الأستاذ ضرار في الجهود الضخمة التي تبذلها الدولة لإيصال هذه الوجبة إلى الطلاب في كل مكان وأهدافها السامية من تقديم هذه الوجبة لهم وحرصها على احتوائها على أكبر كمية من الفيتامينات الغذائية.

ولكن.. الذي نختلف فيه هو صناعة هذه الوجبة وطريقة تقديمها.. ففي العام المنصرم كان يقدم ضمن الوجبة عصير البرتقال الحامض إلى درجة المرارة ونوع من البسكويت المحجر وفي هذا العام تقدم أنواع من الطبيخ الغير مألوف في بلادنا ولا نظنه معروفا في أي بلد آخر إلا أن كان في بلاد (الويكة) والسعودي بطبعه يعاف الأكل البارد فكيف إذا كان عصيداً مزيجاً من السمن واللحم وبعض البقول والخضروات الفاقدة المعالم؟

إن أكل هذه العصائد المشتملة على الدهون يحتاج إلى غسل الأيدي والأفواه بالماء والصابون ونحن لا نتصور أن جميع المدارس قد زودت بكميات الصابون والمغاسل الكافية ولا نتصور كيف يستسيغ الطلاب فتح هذه العلب في الفصول وزاد وأدي ما حوته من عصيد بأيديهم وبدون خبز ثم يمسحون أيديهم في ملابسهم ولعل هذا هو السبب في رفضهم فتح العلب ثم إلقاءها بالشارع والاكتفاء بشرب الحليب وأكل البسكويت والجبن بدليل أنه لا يوجد شئ من هذه الأصناف ملقى بالشوارع أو المرامي.

ونحن لا ننكر فضل هذه الوجبة التي نعتقد أنها جاءت قبل أو أنها كما أسلفنا من قبل فالمدارس عندنا ينقصها الشيء الكثير الذي كان يجب استكماله رعاية لصحة الطلاب ونفسياتهم ومتاعبهم بالمواصلات المريحة والغرف المكيفة: والمياه المبردة. فذلك في نظرنا أجدى للطلاب وأنفع لاستيعاب الدروس والنجاح في الامتحان وخاصة أن الدراسة عندنا تمتد إلى أشد فصول السنة حرارة وقيظاً لا ننكر فضلها ولا نطالب بإلغائها فهي مكرمة لا ترد ولكننا نطمح إلى أمرين:

أولهما: المبادرة إلى استكمال ما أشرنا إليه فإننا نحزن عندما نرى هذه البراعم تسير تحت الشمس المحرقة أو تحشر في خطوط البلدة وحينما نقرأ عن نقص المياه والشرب من الحنفيات وتعطيل المراوح وانقطاع الكهرباء وعدم تشغيل المكيفات أو عدم وجودها أصلاً وثانيهما: هو إصلاح وضع هذه الوجبة بالمبادرة إلى إلغاء الطبيخ منها بكل أنواعه وإبداله بمواد جافة مثل اللوز والزبيب والبسكويت والشيكولاته والفواكه والجاتوه وتشكيلة من الحلويات.. حتى الحليب يمكن استبداله بنوع من الحلوى تشتمل على الحليب فذلك أدعى لاستساغة الطلاب له وأنواع من عصير الفواكه الجيد الحلو الذي نقدمه لضيوفنا إن وجبة مثل هذه الأنواع لن ترمى في الشوارع ولا في القمائم بحال من الأحوال وتحقق الهدف السامي الكريم من تقديم هذه الوجبة للطلاب والشركة السعودية للتغذية يمكنها أن تقدم هذه الوجبة وتتعاقد مع متعهدين من الداخل في كل بلد لتقديم الحاجات الطازجة منها كالجاتوه والفواكه صباح كل يوم.

ونحن أخيراً ليس لنا هدف من تكرار الكتابة عن هذه الوجبة إلا أن تؤتي ثمارها بحق وحقيق لا مجرد دعاية أقلام يقصد منه إرضاء المسئولين وأن تحقق أهدافها الخيرة في بناء جيل واع مؤمن. والله من وراء القصد.

معلومات أضافية

  • العــدد: 100
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
الذهاب للأعلي