لماذا تمادى سفاكوا الدماء وقتلة الأنفس البريئة في إجرامهم واستمرت التصفيات الجسدية للخصوم من جميع الأطراف ولم تتوقف الهجمات على السفارات والمكاتب والاغتيالات في الفنادق والشوارع؟!
سؤال تطرحه على جميع الحكام العرب لعلهم يضعون حداً لهذه المآسي الدامية التي لطخت كرامتنا كعرب ومرغت سمعتنا في الوحل وأصبحنا في نظر العالم قوماً همج أو أننا رجعنا إلى جاهليتنا الأولى حيث كان القتل هو السبيل الوحيد للتفاهم حتى جاء الإسلام وقال: النفس بالنفس.. ولكم في القصاص حياة. فاستقرت الأحوال وقامت الدولة العربية الإسلامية النموذجية لحماية الأنفس والأموال والأعراض.
سؤال نطرحه وخاصة على منظمة التحرير الفلسطينية التي نشاركها الأسى والحزن على رجالها بل أبطالها وشبابها الذين ذهبوا على أيدي إخوانهم العرب بعد أن عجزت يد إسرائيل عن الوصول إليهم.
نطرحه ونجيب عليه حسب تصورنا ولهم بعد ذلك أن يؤمنوا به أو أن يبحثوا عن غيره لاتخاذ الوسائل الكفيلة بمنع هذه المجازر البشرية من الاستمرار.
السبب في تصورنا هو التهاون في القصاص واحتضان المجرمين عندما يرتكبون هذه الجرائم باسم فلسطين البريئة فكان خطف الطائرات.. وكان ترويع الآمنين.. وكان اغتيال الشخصيات.. وكانت ضحايا الخطف وفي كل مرة يلقي القبض على المجرم ولا يحاكم ولا يعرف الرأي العام عن مصيره شيئاً وأقصى ما يقال أنه سلم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وتنتهي القضية وتذهب الأرواح هدراً.. الأرواح العربية وليست الأرواح الصهيونية طبعاً.
هذا الأسلوب التهاوني في معالجة القضايا أغرى ضعاف النفوس بالإقدام على سفك الدماء وأعطى فرصة لمن يريد استغلال هذه النفوس لاستخدامهم في مثل هذه الجرائم مؤكدين لهم أن المسألة لا تعدوا إلقاء القبض ثم السجن ثم التوسط لإطلاقهم ويعودون لقبض المكافأة المغرية ليفسقوا بها ويفسدوا في الأرض ويعيشوا لياليهم الحمراء.
ولعل أبرز مثال على هذه الصورة ما جرى للإرهابي العالمي ماركوس الذي فعل ما فعل بأعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول وراح يعبث بمشاعرهم ويلهوا بأعصابهم ثم أطلق سراحه.
فلو أن جريمة أو جريمتين من هذه الجرائم عند بدئها جرى أخذ مجرميها بشدة وذاق مجرموها حرارة الذبح والإعدام بعد محاكمة علنية عادلة – وذلك جائز شرعاً ولو لم تصل جرائمهم درجة القتل ولكنها صورة من صور الإخلال بالأمن العالمي وإشاعة الفساد في الأرض.
لو أن هذا حصل لما تمادى المجرمون ومحرضوهم على هذه الجرائم التي خسرت فيها البلدان العربية كثيراً من رجالاتها وخسرت فلسطين زهرة شبابها ولكن ليس في ميدان الحرب ولا معارك الشرف.
هذا هو السبب في رأينا فليتهم يتداركوا ما فات فلا يدعوا المجال لمجرم أن يفلت من يد العدالة باذلين في ذلك كل جهودهم الدبلوماسية.. فهل يفعلون؟!
الأخبار المدسوسة
مساكين العرب يصدقون الأخبار المدسوسة التي تروجها إسرائيل بواسطة أمريكا.. يصدقها العرب وينشرونها بين شعوبهم وكأنها حقائق.
آخر ما قرأته من هذا القبيل خبر نشرته جريدة الأخبار القاهرية مصدره تل أبيب وهو عبارة عن تقرير عسكري أمريكي يقول أن ميزان القوى بين العرب وإسرائيل قد تغير لصالح العرب في مجال الطيران (2848) طائرة عند العرب مقابل (651) طائرة لدى إسرائيل.
قد يقال أن نشر هذا الكلام من باب رفع المعنويات عند الجيوش والشعوب.. ولكن أين هذه المعنويات والجيوش والشعوب تقرأ وتسمع وترى مدى التصلب الإسرائيلي والخداع الأمريكي أمام الاستحذاء العربي والشقاق العربي؟!
لبنان بعد فلسطين
على من تعتمد هذه الفئة الضالة من مسيحيي لبنان في عربدتها وتدميرها لهذا البلد العربي الشقيق وتسهيل اقتطاع جزء منه للعدو الصهيوني تحقيقاً لحلمه القديم؟!
على إسرائيل؟! إنها خيانة عظمى ينبغي أن تعلق رؤوس مرتكبيها على المشانق في ساحة البرج في بيروت لأن أرض لبنان ليست لآل الجميل ولا لآل شمعون بل هي لجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين وكل من يرتكب خيانة في حق هذا البلد ينبغي أن ينال جزاءه لا فرق بين مسلم أو مسيحي.
على دول خارجية تشجع قيام الفتن وتشيع سياسة فرق تسد لتظل هذه البقعة سوق السلاح في العالم وامتصاص أموال الشعب لتظل دائما فقيرة ومحتاجة إلى العون المشروط ويظل لها الكبرياء في الأرض دائماً.
إن كان كذلك فقد آن لدول المنطقة أن تقف مجتمعة في وجه مثل هذا العدوان الصارخ وتلك الدولة أو الدول بالكف عن هذا التآمر الدنيء وعدم التبجح بإدعاء الرغبة في السلام في الوقت الذي تصدر فيه آلات الدمار إلى المنطقة سراً وعلانية تشجع المعتدي الآثم.
وإن لم يكن هذا ولا ذاك فإن على دول المنطقة أيضاً أن تقف مجتمعة في وجه هذا العبث بمقدرات قطر شقيق لتدميره ثم إقامة كيان صليبي جديد يساند الكيان الصهيوني القائم ليتعاونا على مزيد من القلاقل والمشاكل.