هذا ما قاله الشاعر القديم وأنا أقول كل من لاقيت هذه الأيام يشكو من المرور في الحج.. يشكو من العصى الغليظة التي يشهرها رجال المرور في وجوه السائقين.. يشكو من سحب السيارات لأن أي إحساس بمسئولية أو احترام لمشاعر أصحابها أو تقدير للأضرار الناشئة من سجنها وإلقائها في مكان مجهول وما يلقاه ذلك الغريب عن مكة من أبناء المملكة والمقيمين بها من الأخوة العرب القادمين من مختلف أطراف المملكة من أسلوب الكلام والألفاظ التي يمطرونها من يحاول التفاهم.. من السماح لبعض السيارات بالوقوف ومنع البعض الآخر من التغيير والتبديل لخطط السير في القفل والفتح والسماح والمنع والتوجيه والصد.. حتى الكباري التي صممت بناء على اتفاق معهم وأنشئت خصيصاً للسير بناء على طلبهم لم تسلم من قفل بعض منافذها وتغيير اتجاهات السير فيها حتى اختلط السير فيها ورأينا بأعيننا ما كنا نسمع به ونكتبه في مجازاتنا اللغوية وهو الدوران في حلقة مفرغة فكلما خرج الإنسان من مكة يبقى متى دار مع حركات رجال المرور في نزهة على الكباري وعاد إلى مكة من حيث أتى وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا.
من الصورة البشعة التي يأخذها عنا الحجاج وطالما سألونا عنها فلم نجد جواباً: لماذا يضرب رجال المرور عندكم السيارات بالعصى وأحيانا السائقين؟
أما أنا فقد رأيت بعيني سائقاً في أجياد وعند تقاطع شارع المسيال وشارع الملك وقد غرق وجهه في الدم بلكمة مصارعة من أحد الجنود!!
من الإسراف في سد المنافذ وترك السيارات تذهب إلى حيث لا تريد لتزيد الضغط وتزاحم.
هذه الشكوى وما قاساه الناس من متاعب بسببها لا تمنعني من الشهادة لرجال المرور بأنهم يؤدون عملاً شاقاً مرهقاً يستحقون عليه الشكر والتقدير رغم منشأ الإرهاق والتعب هو هذا الارتجال في خطط المرور وإخضاعها للتغيير والتبديل بين لحظة وأخرى ولعل من أسباب مشاكل المرور وأزماته هو انطواء رجال المرور على أنفسهم والاكتفاء بآرائهم – ولا أقول الإعجاب بها – وعدم التشاور مع غيرهم حتى ممن سبقوهم في نفس العمل والممارسة ثم نقلوا إلى جهاز أمني آخر.
إنني أقترح على المديرية العامة للمرور تشكيل لجنة مرور في كل مدينة من رجال المرور والشرطة والإمارة والبلدية تناقش الخطط المرورية قبل تنفيذها فالرأي الواحد ليس كالرأيين والثلاثة أفضل من الاثنين وهكذا.
كما أكرر ما سبق أن دعوت إليه من الاعتماد على حرية المرور وعدم التدخل فيه بأكثر من التنظيم والتسيير واجتناب سد المنافذ إلا عند الضرورة القصوى وعندما يكون المنفذ سبباً في عرقلة السير وخاصة في المرتفعات التي قد تؤدي إلى هرولة السيارات إلى الوراء في حالة العرقلة وأفضل أن يتوقف السير في المناطق المنبسطة دقيقتين لتوزيع السير بين الخطوط المتقاطعة أفضل ذلك على سد المنفذ وتكليف السيارات بالسير إلى مناطق لا تريدها من أجل العودة لما يسببه هذا التكليف من محاولة بعض السيارات ركوب الأرصفة وتكسيرها أو فتح المنافذ عنوة والاضطرار إلى حمايتها بعدد من الجنود يمكن الاستفادة منهم في تسيير المرور بدلاً من وقوفهم هكذا وتمضية الوقت في المجادلة مع السائقين الذين يصرون على الدوران وهم يمنعونهم.
أكرر ليس هذا غلطاً لحق رجال المرور فهم – كما أسلفت – يؤدون خدمة وطنية ولكني أنقل مشاعر الناس إليهم لإصلاح ما يمكن إصلاحه ليكسبوا مع الشكر الحب فالشكر وحده في نظري لا يكفي ولا الفلوس أيضا والله الموفق.