معالي الأخ الدكتور محمد عبده يماني من الشباب المتدين المحبوب في جميع الأوساط السعودية وخاصة أولئك الذين تتلمذوا على يديه في جامعة الرياض وجامعة الملك عبد العزيز وكنا وما زلنا نتطلع بعد أن خسرناه في جامعة الملك عبد العزيز أن تكسبه في وزارة الإعلام لا ليرجع بها إلى الوراء تزمتا وتعنتا ولكن على الأقل ليحتفظ بمستواها في المجال الترفيهي فلا تجرفها التيارات الجديدة وتمضي بها وراء أولئك المضللين الذين يزعمون أن الترفيه لا يتم إلا بفشيان المحرمات.
لا أريد أن أكرر ما أصبح من البديهيات وتردد على كل لسان من أن التلفزيون أداة خطيرة أو سلاح ذو حدين واليد التي تديره هي التي توجهه إلى الخير وإلى الشر أو تستعمله في هذا وذاك وليس عندي ولا عند غيري أدني شك في سمو أخلاق المسئول الأول عن التلفزيون فهو مثلنا ونحن مثله لسنا أشد غيرة منه ولا أكثر حرصاً على أخلاق هذا الجيل ولكن الذي نخشاه ونود أن ننبه إليه هو الدس، هو دس السم في العسل وذلك ما يحتاج إليه فطانة ويقظة بل وشدة في الضرب على يد كل عابث يريد أن يجرنا إلى ما اكتشف غيرنا فساده وبدأ يتراجع عنه ويندم على تفريطه.
إن إرسالنا التلفزيوني ما زال بخير إذا ما قيس بغيره ولكننا نلاحظ بين الفينة والفينة محاولة للخروج عن الخط الإسلامي الذي نريده جميعا لإعلامنا ووسائل الترفيه في بلادنا تلافياً للانزلاق الذين سوف يهوى بمجتمعنا المسلم المحافظ إلى دركات الانحلال والتفسخ ثم يدركنا الندم ولات ساعة متبرم.
في المسلسلات التاريخية وفي القصص العالمية وفي القصص العربية الهادفة المصور منها والذي يمكن تصويره، وإخراجه متسع للترفيه على المواطنين الذين يجدون من وقتهم فراغاً للترفيه فلا داعي لتسلل بعض الرقص الوضيع أو الغناء المائع أو اللباس الفاضح بين برامجنا ولو أننا رفضنا شيئاً من هذه الأنواع فإن تجار الترفيه سيهتمون بإرضائنا وسينظفون إنتاجهم من كل هذه القاذورات فنحمي بلادنا وشعبنا ونحمي غيرنا ممن لا يهتمون بهذه الأمور ونحن في هذا المجال زبائن محترمون يحسب لرضاهم ألف حساب.
إن ما نزل بدول إسلامية وعربية عن محن وكوارث كان بسبب هذا التمادي في الضلال والانحلال وذلك وعد الله الصادق (إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرت تدميرا) وقد بدأت بعض الدول تعتبر وتتعظ فقام الدعاة بعد نوم طويل يستصرخون وينادون بالعودة إلى الإسلام خلقا وعبادة ومعاملة فامتلأت المساجد وانتشر الحجاب وحوربت الرذائل وشجب الاختلاط واشمأزت النفوس من العرى والفقاحة فهل يجوز أن نبدأ نحن من حيث انتهى الآخرون إنني أعرف أن مهمة معالي وزير الإعلام صعبة ولكني أؤكد له أن رضا الناس غاية لا تدرك وحسبه رضا الله ثم رضا ولاة الأمر فإنهم بلا شك حريصون على أخلاق هذا الشعب وأجياله الحاضرة والقادمة وهم أيضاً يذكرون معي ما كان يردده مؤسس هذه المملكة وموحدها طيب الله ثراه.
فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب.
هكذا كان يقولها رحمه الله وهو يقصد دين الله وقد رأى معاليه ما تكتبه الصحف من نقد لأكثر ما يشاهد على شاشة التليفزيون لأنه لا يعجب هذا المشاهد أو ذاك والناس مشارب والبقول تختلف ولكن المقياس الذي يجب أن تقاس به أمور التليفزيون هو الدين والخلق ولا شك أن الحفاظ عليهما مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.
إنها كلمة مخلصة أرجو أن يتقبلها معاليه بما عرف عنه من رحابة صدر وأن يوصي بها بطانته وأن يخافو عقوبة الله فيما استؤمنوا عليه وعقوبته أن عليهم إهمالاً أو تفريطاً.
شر البلية ما يضحك!
شيء مضحك جداً.. السيد بيجن يتهم الولايات المتحدة بالانحياز إلى جانب مصر.. وهي ليست أول تهمة وغطرسة وهي أيضاً لن تكون الأخيرة. ومن أعان ظالما سلط عليه وستعرف أمريكا فيما بعد نتائج تأييدها المطلق لإسرائيل وإمدادها بالسلاح والعتاد وإتاحة الفرصة لها لإملاء الشروط واعتبار نفسها الأقوى.. ستعرف ذلك وستدركه قريباً وتتأكد من صحة المثل العربي القديم (سمن كلبك يأكلك).