طريق المدينة المنورة أصبح طريقاً دولياً تعبره كبرى سيارات الشحن القادمة من البلاد العربية بل وأوروبا ولذلك أصبح طريقاً خطراً على الأرواح وبات من الضروري تحويله إلى طريق مزدوج "أتوستراد" من عدة خطوط وفي اتجاهين مختلفين.
ومنذ أيام نشرت الصحف تصريحاً لسعادة وكيل وزارة المواصلات عن الطرق المزدوجة المزمع قيام وزارة المواصلات بإنشائها ولم أر بينها طريق مكة – المدينة وقد كنت قد قرأت أن المرحلة الثانية من طريق خليص المدينة أو المدينة خليص لا أذكر بالضبط قد جرى البدء فيها وقد مررت الأسبوع الماضي بطريق المدينة عبر خليص فلم أشاهد أي عمل في هذه المنطقة بل ما زال الطريق على حاله منذ سنوات بعد أن جرفته السيول واقتلعته من جذوره.
ولكنى أعتقد أن هذا الطريق الهام – طريق المدينة – مكة لم يغب عن بال معالي وزير المواصلات ولابد أن هناك دراسات لتحويله إلى خط مزدوج والذي نوده من الوزارة هو الإسراع في تنفيذ هذا الطريق الذي خفف كثيرا من الموانئ البحرية والجوية فقد أصبح الشحن البرى مفضلاًَ عند الكثير من المستوردين والتجار.
* * *
أما الملاحظة الثانية فهي عن هذا الوضع المزرى الذي نشأ عن بعض هؤلاء المعتمرين الذين فتحت لهم الدولة الأبواب إكراماً لهم ليزوروا هذه البلاد ويؤدوا مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي طيلة أيام العام.
هؤلاء المعتمرين الذين اتخذوا من أطراف المسجد النبوي كما فعلوا بأطراف المسجد الحرام – اتخذوا من هذه الأطراف التي هي عبارة عن شوارع وممرات وطرق المصلين إلى المسجد اتخذوها مسكناً ومقاماً ليوفروا لأنفسهم أجرة النوم في فندق أو منزل ليناموا بالشارع بجانب أمتعتهم وأطفالهم لا عن فقر ولكن ليشتروا ما غلا ثمنه وخف حمله للمتاجرة أو للهدايا.. لأن الزيارة أو العمرة ليست فرضاً ولا واجباً على الفقير العاجز ولكنهم استمرأوا عطف الحكومة ورعايتها لهم وعدم إزعاجهم.
إنه – في رأي – عمل غير صالح بل فيه إساءة إلى الإسلام وإلى هذه البلاد وحيلولة بين الدولة وواجبها الديني الذي يأمرها بتطهير هذه المساجد وتنظيفها للمصلين والعاكفين والركع السجود.
إنني اقترح أن تقدم وزارة الحج بطبع نشرة بجميع اللغات بكل الممنوعات في الحج والعمرة ومن ضمنها الإقامة في الشوارع في مكة والمدينة وتشكيل بوليس خاص لمحاربة هذه الظاهرة التي لم أر لها مثيلاً في أي بلد.
* * *
أما ثالثة الملاحظات فهو ما يفعله إخوتنا الجعفرية في المسجد النبوي الشريف من مضايقات للمصلين في المسجد النبوي بالذات.
لا اعتراض لنا على مذهب الجعفرية فهم يتبعون إماماً من أجلاء أئمة آل البيت الأطهار وهو الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه ومن حقهم أن يلتزموا بتعاليم مذهبهم التي لا تجيز لهم السجود إلا على الأرض بدون فرش وعدم اقتدائهم بإمام من غير مذهبهم.
ولكن اعتراضنا ينصب على انخراطهم في صفوف المصلين من المذاهب الأخرى ومحاولتهم السجود على الرخام مما يؤدي إلى اعوجاج الصفوف – وقد نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن اعوجاج الصفوف وحذر منه وفي الوقت نفسه يعيدون الصلاة منفردين بعد انتهاء الجماعة هذا ما يفعلونه في المسجد النبوي بينما يفعلون غير ذلك في المسجد الحرام.. فريق يخرج منهم من المسجد عند إقامة الصلاة وفريق يظل يصلى منفرداً فيسجد عندما يقف الإمام ويركع عندما يسجد الإمام.
نعم لا اعتراض لنا على الالتزام بتعاليم مذهبهم ولكننا نعترض على الأسلوب.
فلو أنهم وسعوا على المصلين من المذاهب الأخرى ودخلوا المسجدين بعد خروج المصلين ثم صلوا هم صلاتهم كما يعتقدون لكان ذلك أفضل وأولى.
فحبذا لو قام علماؤهم ووعاظهم ومطوفوهم وأولاؤهم بتوجيههم إلى ذلك.. وإفهامهم أن فيما يفعلون أذى للمصلين الآخرين ومضايقة لهم.. فهل يفعلون؟!