لا أريد أن أدافع عن إدارة الهاتف الآلي السابقة بمكة رغم أنها الآن لا تملك الرد وليس من العدل ولا الحق إرسال الاتهامات الآن وكنا وما زلنا ننتقد من ننتقد وهم في مركز المسئولية ولم نحاول قط نقد أعمال مسئول عندما لا يكون هناك عدم تكافؤ فرص بل تعتبر ذلك أمراً غير مستحب وطعناً من الخلف.
هذه واحدة أما الثانية فلا ندرى من أين أتى الأخ العزيز الأستاذ السيد عبد الله دحلان بأنه كانت هناك معاناة كبيرة من قبل أهالي مكة في الحصول على الخدمات الهاتفية وسلبيات الإدارة الماضية وأنا ابن مكة والمقيم بها أغشى مجتمعاتها فلم أسمع بهذه المعاناة إلا في عدم الحصول على هواتف جديدة وهو ليس في قدرة الإدارة القديمة ولا الجديدة على حد سواء.
وكانت الإدارة السابقة تعد المواطنين بالتوسعة الجديدة وباتخاذ إجراءات لتوفير عدد من الخطوط بإجراء تنقلات بين السنترالات القائمة وكانت آخذة في الأسباب ولعل الإدارة الجديدة تقطف الآن ثمار ما بدأت به الإدارة القديمة ولا أعتقد أن الإدارة الجديدة حلت هذا الإشكال بأكثر من مجرد الإعلام والدعاية فأخذت تملأ صفحات الجرايد بدعوة المواطنين لتركيب تلفونات لهم وبعد جرجرتهم في الأقسام – كما قلت ذلك من قبل – تلجأ الإدارة إلى العبارة التقليدية (لا إمكانيات) فهل هذه هي الإيجابيات التي جاءت بها الإدارة الجديدة وهل هذا أمر يدعو إلى الإعجاب بالكفاءات الشابة عندما توضع في مراكز قيادية وما هي مظاهر التقدم الإداري والتنظيم الإداري الجديد وفيم يتمثل؟! هل في احتجاب المدير الجديد وقفل أبوابه دون المراجعين وتعيين مدير مكتب يستقبلهم ويصرفهم؟! إذا كانت الكفاءات الشابة ستأتينا بمثل هذه التقاليع فلا مرحباً بذلك ولا أهلاً فالاحتجاب عن المراجعين ممنوع إسلامياً وعلى كل مسئول أن يواجه المراجعين وجهاً لوجه ولنا قدوة حسنة في ولاة الأمور الكبار بدءاً بجلالة الملك المعظم وسمو ولى عهده وكافة الأمراء الذين يفتحون أبوابهم أمام الناس ويسمعون إلى شكواهم أما تساؤل الأخ الأستاذ السيد عبدالله دحلان أين أعيش فالكل يعرف أنني أعيش في قلب مجتمعات مكة واستمع إلى كل ملاحظة ونقد ولا تهمني مصالحى الشخصية التي طالما تضررت بما أكتب.
وأنا لم أطلب من الإدارة الجديدة لهاتف مكة أن تنجز في ثلاثة شهور ما لم تنجزه سابقتها في ثلاث سنوات كما يقول السيد عبد الله دحلان لإنني أعرف أنه ليس في قدرة الإدارة الجديدة ولا القديمة مد الناس بحاجتهم من التلفونات قبل تشغيل السنترالات الجديدة ولهذا فكلتاهما معذورة ولكنى انتقدت دعوة المواطنين بأسمائهم للمراجعة ووعدهم بتزويدهم بحاجتهم من التلفونات رغم معرفتها التامة بعدم وجود خطوط ولكن مجرد مظاهرة وإعلام لا يقوم على أسس صحيحة أنا أيضاً لم أصدر حكماً على إدارة الهاتف الجديدة كما يقول أخي الأستاذ عبد الله دحلان فأنا لم أقل بفشلها ولم أتعرض لذلك ولكنى انتقدت أعمالاً محدودة انتقدت بدء عملها بنقد الإدارة السابقة والتحامل عليها مع عدم تكافؤ الفرص.. انتقدت قيامها بالإعلان ودعوة المواطنين لمراجعتها لإعطائهم حاجتهم من التلفونات وكأنها تقول أن هناك إمكانيات لإجابة طلبات المواطنين التي أعلنت عنها قالت أنها تبلغ ثلاثين ألف طلب، دعوة المواطنين وهي تعرف أنه ليس في إمكانها إجابة طلباتهم ولكنه تعريض بالإدارة السابقة ومحاولة إيهام المواطنين إنها كانت مقصرة في حقهم، والإدارة السابقة هي الأخرى وطنية وشابة وكفاءة – إلا إذا كانت الكفاءة الآن تقاس بالشهادات – ولها خدمات، وإذا كانت وزارة البرق رأت نقلها إلى جهاز آخر في الوزارة فليس ذلك ولا مفهومه إنها إدارة فاشلة أو مقصرة ولا يجوز التشهير بها بعد أن حيل بينها وبين الدفاع عن نفسها وأهم ما انتقدت هو محاولة ربط هاتف مكة بهاتف جدة وإضعاف الخدمات الهاتفية بمكة وهو ما حصل في عهد الإدارة الجديدة التي جئ بها لتحقيق هذا الهدف الذي أضر بالخدمات الهاتفية بمكة والذي يعانى منه أهل مكة ضعاف ما أسماه الأخ عبد الله معاناة لعدم وجود خطوط هاتفية جديدة وإذا نقل المكالمات الدولية إلى الطائف ونقل الاستعلامات إلى جدة فماذا يبقى للكفاءة الشابة في إدارة هاتف مكة من عمل؟!
حقاً إن المنبر الصحفي في بلادنا لم يوضع لهدم أي بناء تتبناه الدولة كما يقول الأستاذ عبد الله دحلان ولكنه أيضاً لم يوضع للتشهير بمن ساهم بأي جهد ولو كان بسيطاً في بناء الدولة والنيل منه كما فعلت الإدارة الجديدة ولا أدرى كيف يؤاخذني الأخ السيد عبد الله دحلان في نقدي لإدارة الهاتف الجديدة ويسمح لنفسه صديقه مدير الهاتف الجديد أن ينقد الإدارة القديمة ويتهمها بالقصور والسلبية والمداخلات الشخصية؟!
في الوقت الذي لم أتهم أنا أحد بشيء من هذا وكل ما فعلته إنني انتقدت أعمالاً محدودة لا أعتقد أن أحداً يخالفني فيها؟! فهل يوجد من يخالفني في أن توجيه النقد والتجريح من الإدارة الجديدة للهاتف إلى الإدارة السابقة عمل غير سليم ولا أقول خاطئ؟!
وهل يوجد من يخالفنى في أن دعوة المواطنين بأسمائهم للمراجعة مع عدم وجود إمكانياتهم ثم الاعتذار لهم بذلك أمر غير محمود ولا أقول مذموماً؟ هذا كل ما انتقدت به الإدارة الجديدة للهاتف الآلي فأين جانب الهدم فيه؟! وأين المطالبة بالإنجاز السريع إنه مطالبة بالتريث حتى تتوفر الإمكانيات، ومن هو الذي يريد قطع الأمل لدى طالبي الخدمة الهاتفية؟! نحن الذين نطالب الهاتف الآلي بالتريث وعدم اللجوء إلى الدعاية الفارغة – أم إدارة الهاتف نفسها التي تريد التخلص من الطلبات القديمة بجرة قلم من أصحاب الطلبات القديمة بالمراجعة خلال مدة قصيرة ومن لم يراجع يسقط حقه ويلغى طلبه؟! أليست هذه وسيلة للتخلص من مسئولية الطلبات القديمة التي هي الأحق ألا يحتمل أن يكون صاحب الطلب مسافراً أو مريضاً أو في ظرف لا يتيح له المراجعة لطلب التلفون؟!
وقبل أن أختم كلمتي أود أن أسأل أخي السيد عبد الله دحلان هل صحيح أن إدارة هاتف مكة أصبحت مركزاً قيادياً؟؟ أم أنها أصبحت مركزاً تابعاً لإدارة هاتف جدة؟! هل في هذا تطوير أم تأخير؟! وهل هو صعود بالمسئولية أم هبوط؟! وسؤالي الأخير لماذا لم تتصدر إدارة الهاتف نفسها لبيان الحقائق بالأرقام إن كانت هناك حقائق تختلف عما جاء في كلماتي فلن يضيرنى ذلك ولن يغضبني بل ذلك هدفي في كل ما أكتب فليس بيني وبين الإدارة الجديدة ما يدفعني إلى نقدها بغير حق بل أستطيع أن أؤكد أنني حتى هذه اللحظة لم أسعد بمعرفة المدير الجديد ولا لقائه ولم أضع قدمي على عتباتها الإدارة الجديدة وقد كتبت ما كتبت على ضوء معلومات أكيدة حملها إلى ثقاة المواطنين.
وإذا كان أخي وابن صديقي السيد عبد الله صادق دحلان قد تربى بمكة هو وأبوه وجده وجد جده فإنني وأبى وجدودي إلى سابع جد وأكثر قد ولدنا ونشأنا بمكة ومن يغار على مكة بصدق لا يرضى أن تصبح مكة قرية تابعة لجدة كما حصل في عهد الإدارة الجديدة وتعتبر ذلك تنظيماً رائعاً يستحق الإشادة والتشجيع وشكراً لأخي السيد عبد الله دحلان الذي أتاح لي بكلمة إيضاح وجهة نظري ومعذرة عن تأخير هذا التعقيب فقد نشر مقال الأخ عبد الله وأنا غائب بالخارج ولم أطلع عليه إلا بعد عودتي عندما لفت نظري إليه أحد الأصدقاء والله من وراء القصد..