في دراسة اجتماعية عن ظاهرة إعلانات الزواج وقيام مؤسسات وكالات زواج في الغرب التي انتشرت وتتزايد أعدادها عاما بعد عام جاءت النتيجة أن البواعث التي أملت على الكثير من الشبان والشابات التوجه إلى وكالات الزواج أو نشر إعلانات في الصحف هي العزلة وحالات العاطفة المتردية رغم حرية الاختلاط المكفولة بلا عوائق أو صعوبات.
في هذه الدراسة التي نشرتها مجلة "الوطن العربي" التي تصدر في باريس ذكر أن السبب الرئيسي هو خروج المرأة من دورها التقليدي في البيت إلى العمل ومطالبتها باستقلالية مادية واجتماعية عن الرجل حتى وصلت إلى درجة تطالب معها بتصرفات وسلوك شبيهة بتصرفات الرجل وسلوكه وأن هذه الاستقلالية لم تكن وسيلة للانعتاق من نير الرجل بل كانت أيضا سبباً في شقائها وانفراط عقد العائلة وتعريض مناعتها لشروخ التحرر الفاضح ومن هنا كثر الطلاق والوحدة التي نجمت عنه ومن هنا أيضاً انتشرت وكالات الزواج وازدهرت الإعلانات عنه كرد فعل لاهتزاز العلاقات العاطفية من الجنسين.
هذه خلاصة موجزة لما جاء في الدراسة بصرف النظر عن نماذج الإعلانات التي أوردتها الدراسة وأعمال النصب والاستغلال التي لجأت إليها وكالات الزواج للضحك على ذقون الفتيات وإن لم يكن لهن ذقون اللاهثات وراء الرجل والحياة الزوجية التي هي صمام الأمان وعش السعادة.
نسوق نتيجة هذه الدراسة المبنية على واقع ملموس مشهود لا مجال للمكابرة فيه للعبرة والعظة فما أكثر العبرة وأقل الاعتبار ونسأل دعاة استقلالية المرأة وإعطاءها المزيد من الحرية بواسطة العمل والمساواة بالرجل بل مزاحمته والتنكر لوظيفتها الأصلية وإهمال بيتها وأولادها نسأل هؤلاء ألا تقرأون؟ ألا تسمعون؟ ألا ترون بأعينكم؟ هل تريدون للمرأة العزيزة الكريمة في بلادنا التي تخطب ويسعى إليها.. هل تريدون لها هذا المصير الذي انتهت إليه المرأة المتحررة المستقلة في الغرب المتمدن أم تلك التي هي أشقى منها وأتعس في شرق أوروبا؟!
اللهم اشهد فإني قد أبلغت.
المجرم الوقح
لم تعد كلمة المجرم وحدها تكفي لوصف بيجن زعيم العصابات الصهيونية فإنه لم يعد يكتف بجرائمه ووقاحاته بل يقوم بها في جو من الغطرسة والكبرياء حتى أصبح قلب كل عربي حر أو مسلم صادق يتحرق حزنا على ما يمارسه هذا المجرم من غطرسة في تعامله مع الشقيقة مصر وهو ينزل بها الإهانة بعد الإهانة بعد أن جرها بمساعدة أمريكا إلى اتفاقية الهوان. اتفاقية كامب ديفيد التي أخذ بها كل شئ ولم يعط شيئاً وحسبه من هذه الاتفاقية المشئومة كسباً ونجاحاً وغنيمة أن سلخ قلب العروبة من جسم الأمة العربية بفضل أمريكا ومكايد أمريكا التي تدعي صداقة العرب وحماية العرب وهي من كل ذلك براء بصرف النظر عن مواقفها المنكرة ضد العرب والإسلام، ولا ندري ما الذي يكره الشقيقة مصر وهي أكبر وأقوى دولة عربية ويضطرها للصبر على هذا الهوان الإسرائيلي مع أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وهي التي ترفض الإعانات المشروطة والمساعدات المقيدة، وأي شرط وأي قيد أتعس من الصبر على هذه الغطرسة الصهيونية التي يمارسها بيجن في أحاديثه وتعامله مع الشقيقة مصر؟
فلنقرأ معا آخر غطرسة لهذا المجرم الوقح فبعد أن وافقت مصر على استئناف المفاوضات بشأن ما يسمى بالحكم الذاتي للفلسطينيين التي توقف نتيجة للتعنت الإسرائيلي قال المندوب الأمريكي أن إسرائيل قدمت بعض التنازلات التي تم على أثرها قرار استئناف المفاوضات وهي إطلاق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين وتجميد نقل مكتب رئيس الوزراء إلى القدس الشرقية وهما تنازلان في رأينا تافهان لا يقدمان ولا يؤخران في موضوع الحكم الذاتي شيئاً ومع ذلك انبرى متحدث بلسان بيجن ليقول أن هذه الأنباء غير صحيحة بالمرة أننا لا نعتزم تقديم أية تنازلات.
وقد يكون بيجن صادقاً وهو كذوب وكأن المندوب الأمريكي يريد أن يحتفظ بشيء من ماء الوجه للحكومة المصرية التي وافقت على استئناف المفاوضات بعد أن أوقفتها ولابد من تبرير هذه الموافقة ولو بمبرر تافه ولكن غطرسة هذا الصهيوني الوقح ضنت على الشقيقة مصر بهذا المبرر رغم تفاهته وكأنه يقول للعالم عامة وللعرب خاصة: إن إسرائيل لا تتراجع ولا تتنازل طالما أنها استطاعت تكبيل أكبر دولة عربية بمعاهدة الخداع والتضليل.
إننا ولله نتحرق ألما وغيظا لهذا الهوان الذي يمارسه هذا المجرم الأفاك ويباركه أسياده في أمريكا بشقيقتنا مصر وتنتظر بفارغ الصبر ذلك اليوم الآخر الذي ترجع فيه مصر إلى أحضان الأمة العربية بعد أن أبعدتها مكايد الصهيونية العالمية ولن يطول هذا الليل بإذن الله "وأن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟!".