لقد تذكرت وأنا أقرأ أجوبة الأسرى الإيرانيين على أسئلة مجلة الوطن العربي، وتعبيرهم عن مشاعرهم وأحاسيسهم إزاء الحرب العراقية الإيرانية وأسرهم بسببها وكيف كانوا متحمسين غير نادمين ولا خائفين، يقول الواحد منهم لو أفرج عنى لعدت للقتال دفاعاً عن الإسلام..
تذكرت كيف كان المسلمون الأوائل يندفعون في سبيل الإسلام نحو المعارك بصدق وإخلاص فيهزمون كل من يحاربهم مهما كان عددهم وعدتهم.
وكيف نجح الخميني وكثيرون قبله منذ بدأ الكيد للإسلام من أعدائه في استغلال هذه المشاعر لتوجيه الشعوب إلى الثورات والانقلابات والخروج على القانون والاعتداء باسم الإسلام، والإسلام من ذلك برئ..
ترى لو أن القضية الفلسطينية قامت على الدعوة الإسلامية والذود عن المقدسات الإسلامية والاستشهاد في سبيل الله هل آلت إلى هذا المصير الذي دفعها إليه قيامها على أسس من القومية العربية والمتمسك بالعروبة دون الإسلام؟!
لا أعتقد فهؤلاء الإيرانيون الآن يستبسلون باسم الإسلام بسبب تزييف حكامهم عليهم وإفهامهم أنهم يقاتلون في سبيل الإسلام – وليس الأمر كذلك – والتاريخ الإسلامي الطويل مليء بالأشباه والنظائر، فكل الدعوات المضللة والحروب الظالمة حاولت ضم الشعوب إليها تحت ستار من الحركات الدينية بما في ذلك الصهيونية التي تحاربنا الآن..
فهل آن لنا أن نحول قضية فلسطين إلى قضية إسلامية بعيداً عن القوميات الهزيلة.