الاقتصاد الحر الذي انتهجته حكومتنا الرشيدة ولا تزال لم يقابل بالتقدير المطلوب من بعض رجال الأعمال عندنا – مع الأسف – وكأن الحياة هي مجرد جمع مال واستزادة منه وتماد في البذخ باقتناء الطائرات واليخوت والتفاخر والتكاثر في الأموال وتناسى حقوق الله والوطن والمواطنين.
من المؤسف – بل المؤلم – أن نقرأ ونسمع عن رجال منا جمعوا رؤوس أموالهم من هذه البلاد تناسوا حقوق الله والوطن والمواطنين في تلك الأموال – كما أسلفنا – فعمدوا إلى إخراج معظم أموالهم بحجة الاستثمار في الخارج بدلاً من استثمارها داخل بلادهم وإفادة مواطنيهم بتشغيل تلك الأموال في صناعة أو زراعة أو تجارة.
لا بل في أعمال السياحة والترفيه في وقت يرون بأعينهم النقص الكبير الذي تعانيه بلادهم في هذا المجال الأمر الذي يضطر مواطنيهم إلى السفر وصرف الملايين سنوياً خارج البلاد لعدم توفر هذا النوع من وسائل السياحة والترفيه داخل بلادهم رغم وجود الأماكن الطبيعية بل توفرها ولكنها أماكن خام تحتاج إلى أيدي وأموال هؤلاء المستثمرين لتضاهي أفضل المتنزهات والاستراحات القائمة في الخارج والتي يهرب إليها المواطنون كل عام بل وفي كل مناسبة بالآلاف لافتقادهم ذلك في الداخل نتيجة لبخل هؤلاء الأثرياء وإيثارهم استثمار أموالهم في الخارج استعجالاً للربح المضمون مع أن مثل هذا الربح المضمون متوفر في الداخل ولكنه يحتاج إلى الوقت وإلى نوع من المغامرة ومن أولى من هؤلاء المليونيرات وأقدر على المغامرة بعد أن تعدوا مرحلة الخطر وأصبحت مثل هذه المغامرة – ونسميها مغامرة تجاوزاً لأنها في نظرنا ليست مغامرة بل خطوة محسوبة مضمونة ولكن على المدى الطويل كما أسلفنا.. لا تؤثر على ممتلكاتهم وثرواتهم.
أجل آثروا الاستثمار في الخارج وتمادوا فيه دون أي تفكير في عواقب هذا الاستثمار الذي نعتقد أنه هو المغامرة الحقيقية بما وقع فعلاً وما سوف يقع لتلك الأموال المصدرة من أخطار تشريعية في تلك البلاد وانهيارات لشركات وبنوك ومؤسسات نتيجة للمضاربات العالمية في دنيا الأموال.
وليت الأمر وقف بهم عند هذا الحد فقد رأينا بعضهم يتاجر ويستثمر ويستغل قوة رأس ماله لمحاربة بعض الصناعات الوطنية فيستورد كميات هائلة مما يجرى تصنيعه وإنتاجه داخل البلاد ويستثمر فيه صغار المستثمرين من مدخراتهم البسيطة فينزل أفدح الضرر بهذه الصناعات ويعرضها للخسارة وربما التوقف غير مبال بما يفعل ولا مهتم إلا بالربح.. الربح الخاص به وليكن بعد ذلك ما يكون.
فهل يسمعني هذا الصنف من المواطنين ويتق الله في بلده ومواطنيه ويكفر عن سيئاته أم يضطرني في كلمة قادمة لأن أضع النقاط على الحروف واسمي الأشياء بأسمائها؟؟
اللهم إني نبهت وحذرت.. اللهم اشهد.