أولادنا الصغار يقضون مدة العطلة المدرسية وهي طويلة في اللهو والتسكع واللعب في التراب ومدرسوهم إن لم يكن كلهم فأكثرهم أعتقد أنهم يشكون من الفراغ.
صحيح أن بعض المدرسين يستفيد من هذه العطلة فيسافر إلى الخارج للراحة والاستشفاء والاستجمام وبعضهم يقضي بعض أيام العطلة في الاشتغال بموسم الحج.
ولكن الكثيرين منهم يسأمون من الفراغ إذن فالرغبة موجودة من التلاميذ والأساتذة إلى شغل هذا الفراغ مما ينفع الطرفين.
أما آباء التلاميذ وأولياؤهم فإنهم يشكون مر الشكوى من عبث الصغار في البيوت والأزقة ويودون لو وجدوا من يجمع شتات هؤلاء الصغار طيلة أيام العطلة فيرحم الآباء والأبناء معا.
فلماذا لا تفكر وزارة المعارف في إيجاد دورة استثنائية لهؤلاء الصغار.
الناجحون في الدور الأول يذاكرون في دروسهم لتمكينها ثم يدربون على المطالعة الحرة فيقرأون مجموعة من القصص التهذيبية والتاريخية المبسطة التي توافق مستواهم.
والراسبون يعاد تدريسهم مقرر سنتهم فيما رسبوا فيه تمهيدا لنجاحهم في الدور الثاني.
على أن تترك الحرية للمدرسين في الاستمتاع بالعطلة أو الاشتراك في هذه الدورات بمكافأة إما أن تدفعها وزارة المعارف أو تفرض على التلاميذ وأنا واثق أن أكثر أولياء التلاميذ سيوافقون على دفع هذه المكافأة بارتياح للفوائد الجمة التي ستعود عليهم وعلى أولادهم كما أنني واثق أن أكثر المدرسين سيقبلون الاشتراك في هذه الدورات متى ضمنت لهم هذه المكافأة الطيبة.
إن التجاوب بين الطلاب وأوليائهم والمدرسين في هذه الناحية موجود ولكن المسألة ينقصها التنظيم الرسمي وخير من يستطيع أن ينظم هذه المسألة هي وزارة المعارف بما تملكه من إمكانيات واختصاصيين وأقسام فنية.
وأنا باسم كثيرين من أولياء الطلبة أرجو من وزارة المعارف دراسة الموضوع والقيام بالتجربة والله الموفق.
صاد