من عجيب المفارقات أن الطلاب والطالبات في مدارسنا أصبحوا هم الذين يحددون موعد الدراسة بعد كل عطلة فالمدرسون يحضرون إلى المدارس في أول يوم بعد انتهاء العطلة – أية عطلة – أما الطلاب والطالبات فهم آخر من يحضر.. بعضهم بعد يوم وبعضهم بعد ثلاثة وبعضهم بعد أسبوع.
هذا ما حصل فعلاً بعد عطلة عيد الفطر الماضي وهو نفس ما كان يحصل عقب العطلات السابقة حتى أصبح عادة، وتزايد تمادى الطلاب في عدم الاكتراث بالحضور عقب انتهاء كل عطلة مباشرة وعدم التقيد بمواعيد بدء الدراسة.
فهل عرف المسئولون عن التعليم – للبنين والبنات – السر في ذلك؟
إنني أعتقد أن إصرار المدرسين والمدرسات على عدم تدريس الحاضرين والحاضرات وانتظار تكامل الفصل هو الذي شجع على الغياب، فبالنسبة للعابثين فإن اطمئنانهم على أن الدراسة ستظل متوقفة على انتظارهم ولن يفوتهم شئ من الدروس هو أكبر مشجع على الاستمرار بالتمادي في الغياب.
وبالنسبة للمجدين فإن إهمال المدرسين لهم وعدم التقدير لحرصهم على المواظبة هو أكبر مثبط لهم، فقد عرفت طلاباً وطالبات بادروا بالحضور إلى مدارسهم في اليوم الأول والثاني. ولما أبى المدرسون تدريسهم أخذوا يغيبون إلى آخر الأسبوع,
إن علاج هذه المشكلة هو مبادرة المدرسين والمدرسات إلى استئناف الدراسة في الفصول بعد العطلة مباشرة مهما كان عدد الحاضرين ليتعظ المتخلفون فيما بعد، ويشعر المواظبون بالتقدير لمواظبتهم فيحافظون عليها.
هذا ما نرجو أن تفعله إدارات التعليم وتأمر به وتجازى المخالف.
الأغوات والطواف:
لا أدري من هو الذي أفتى الأغوات بالمسجد الحرام بجواز التصدي للطائفات بالكعبة عقب الآذان مباشرة وخاصة آذان الفجر والعشاء، وانتزاعهن من المطاف انتزاعاً وقطع طوافهن دون الاستماع لأي اعتذار أو احتجاج ولو كان الباقي من أشواط الطواف شوطا أو شوطين..
إنه في رأيي عمل غير صالح، فما يجوز قطع الطواف قبل إقامة الصلاة من الناحية الدينية، ولن يجوز نهر النساء وسوقهن وكثيراً ما يصادف أن مع المرأة زوجها أو رجلها فيضطر هو لقطع طوافه معها..
ولن تجوز أيضا هذه الطريقة في التقاط الطائفات وما يتبعها من ضجة وصياح بالنسبة لقداسة المكان وخشوع المصلين والطائفين..
لقد رأيت مراراً بعيني بعض الطائفات – من غير العرب – يؤشرون بأصابع أيديهن بأن الباقي شوط واحد أو اثنان وفي الوقت متسع لإنهاء الطواف ولكن الأغا يأبى إلا أن يشخط فيهن بوجوب الخروج دون مراجعة..
إنني استسيغ منع دخول الطائفات إلى المطاف قبل الآذان بربع ساعة بحيث لا يبقى منهن أحد بعد الآذان بطبيعة الحال لكفاية المدة لإنهاء الطواف، على أن ينبه بعد الآذان- على الطائفات بالإسراع في إنهاء الطواف وبأسلوب لين يليق بحرمة المكان ومخاطبة من يؤدين شعيرة من شعائر الله وبلغاتهن أيضاً ليفهمن ما يقال لهن وهي كلمات محدودة يمكن تلقينها للأغوات بجميع لغات الحجاج.
أما ما لا أستسيغه، وأرى وجوب التنبه بمنعه فهو هذا الذي يصنعه الأغوات بالطائفات عقب كل آذان.. وأرى منعه تعظيماً لحرمات الله. وتكريماً للطائفات وصيانة لسمعة بلادنا من نقد من لا يفهمون كلام الأغا ويستاءون من هذا الأسلوب، وخاصة أن الأغوات مثال الأدب ودماثة الأخلاق في معاملتهم للناس إلا في هذا الموقف الذي ربما كان ناشئاً عن عقدة نفسية فلابد من لفت نظرهم إلى تغيير هذا الأسلوب.
مدارس البنات:
عندما تصرف الدولة أو غير الدولة معونات لمؤسسة أهلية إنما تهدف بذلك التخفيف عن كاهل المنتفعين من أعمال تلك المؤسسة.
والرئاسة العامة لمدارس البنات عندما تساعد المدارس الأهلية فإنها بلا شك تهدف إلى تخفيض التكاليف والتخفيف عن كاهل أولياء الطلاب والطالبات.
ومع ما تدفعه الرئاسة العامة لمدارس البنات ما تزال تكاليف تعليم البنات في المرحلة الإعدادية كما كانت من قبل استغلالاً للفرصة، فرصة عدم افتتاح الرئاسة مدارس إعدادية ويتضح ذلك جلياً في الفرق الكبير بين تكاليف التعليم الابتدائي لوفرة المدارس وتكاليف التعليم الإعدادي لعدم وجود مدارس حكومية.
ولن ينهي هذا الاستغلال إلا لفتة من الرئاسة العامة لمدارس البنات للبدء في افتتاح مدارس إعدادية خاصة بالبنات – غير معاهد المعلمات ولو أدى الأمر.